أي: "الخمبات" العالمية عابرة القارات، من "إنترناشينال" و"إنتركونتيننتال"، و"إنتر بن شداد"!

أما "بريطانيا العظمى" فهي أم "الخَمْبَاتِ" التي لا تغرب عنها الشمس، وخالاتها، وعماتها، وأخواتها، وبنات خالاتها، وبنات عماتها، وبنات أخواتها، وجاراتها، وزميلاتها في العمل، وصديقاتها في "الواتس أب"! يشهد التاريخ أن للعنجليز في كل خرابة استعمروها "خَمْبَةً"، بل "خَمْبَاتٍ" تتناسل تناسل الصراصير عند انقطاع المياه والكهرباء، وانفتاح "آذان الجدران"! ولو حاولت أن تحدد أدهى وأمر "خمبة"؛ فلن تكون "حرب الأفيون الصينية"، ولا "الخمبة الهندية الباكستانية"، ولا "خمبة" الفصل العنصري الجنوب أفريقية، ولا خمبة "جوليان أسانج" في سفارة "الويكيلكس"، ولا حتى "خمبة بلفور"، وقيام الكيان الصهيوني"! لن تكون غير "خمبة المجلس البلدي" في مصر المحروسة مطلع عشرينات القرن المنصرم الذي فاتنا شبابه، وما زلنا ندفع فواتير شيخوخته؛ وما زالت جثته رهينة في ثلاجة مستشفى "جازان"!

فبدل أن يقرأ العنجليز ثورة الزميل/ "الشعب المصراوي كله" سنة 1919م على أنها مطالبة صادقة بالحد الأدنى من حقوق الإنسان، وتحسين معيشته، ونقل البلد إلى دولة الدستور والقانون المحترم، وبدل أن يعترفوا أن الاستجابة العملية الفورية لها هي السلوك الحضاري العادل، وأن تحقيقها لا يكلفهم شيئاً بل على العكس سيؤدي إلى محبة الكثيرين لهم واحترامهم وغض الطرف عن شرعيتهم من عدمها؛ بدل صرف كل هذه المستحقات فكَّر العنجليزي المحتل ـ وقُتِلَ كيف قدَّر ـ في "استغماية" تلهي الشعب: تريدون ـ حضرات "الإيجبشنات" ـ الحرية والديمقراطية والمشاركة في حكم بلدكم المحتل أسوةً بالـ"إنجليش/مان"؟ واي نط؟ زِسّ إِزْ زَا رَايْت! ولكن اعترفوا أولاً أنكم لم تنضجوا سياسياً ولا ثقافياً ولا اقتصادياً بما يؤهلكم لحياة "السوبر مان" الغربي! اعترفوا أن أغلبكم أُمِّيٌّ لا يفرِّقُ بين "خوفو" و"منقرع"! وأن حياتكم تسيِّرها الإقليمية، والدينية، والمذهبية، و"السح الدح أمبو"! وبناءً عليه فلا بد من التدرُّج والتدريج؛ إذ ليس من المعقول أن تستوعبوا الحياة المدنية في يوم وليلة! فكانت فكرة "المجلس البلدي" بلا صلاحيات حقيقية؛ لكيلا يسيء مستجدِّو الديمقراطية استخدامها! ويُعَيِّن "المُحتلُّ" نصف أعضائه، ويفوز 99.99% بانْتِخَمْبَاتٍ صورية! و99.99% بانتخمبات مزوَّرة! و99.99% بالمذهبية، و99.99% بالسح الدح امبو! والحسبة كلها غلط، لتتأكدوا أن الشعب يفتح الله!

ورحل "العنجليز" وتركوا "خَمْبَتَهُم"؛ ولم يكتشف المصريون إلا منذ أشهر أن التدرُّج هو: صناعة الأدراج! والتدريج هو: حبس المشاريع فيها! وكلاهما استدراج من قولهم: يا دِرْج! أما قرأت معلَّقة الزميل/ "بيرم التونسي" ومنها:

يابائِعَ الفِجْلِ مَلِّيماً بواحدةٍ/ كم للعيالِ وكم للمجلس البلدِي؟!

وترجمتها السعودية:

يا طالِبَ "القَرْضِ" أَضعافاً مضاعفةً/ لا بيتَ تَرْهَنُهُ فارهَنْ على الوَلَدِ!