يضع "عبدالله" على زجاج سيارته اسم "الوافي" وهو يجد أنها عبارة تعبر عن نفسه الحريصة على الوفاء، فيما يضع "صالح" عبارة أخرى على مقدمة سيارته هي "شوشرة"، وقد فشل في تفسير سبب هذه التسمية ، ولكنها قال أنه اختارها للتعبير عن ما بداخله.

وهكذا يرتبط الكثير من الشباب مع سياراتهم بعلاقة خاصة لا تتوقّف عند "تزيينها"، والاعتناء بنظافتها فحسب، بل يتعدّاها إلى تحويل زجاجها إلى مواقع للتعبير عن مشاعرهم في ظاهرة ليست جديدة، ففي كل مرة يبتكر هؤلاء الشباب عبارات غريبة وغير مفهومة، وفي الوقت الذي يفسر البعض هذه الظاهرة برغبة أصحابها في ترويج أسماء ليشتهروا بها بين أقرانهم. تتوعد الإدارة العامة للمرور أصحاب هذه السيارات، مؤكدة أن وضع هذه الكتابات على السيارات مخالفة مرورية صريحة.

وخلال رصد "الوطن" لعدد من المركبات التي يستغلها شباب في بعض المواقع لوحظ أنهم يضعون "ملصقات" كبيرة على مواقع متفرقة من مركباتهم، يعبّرون من خلالها عن مشاعر بعضها يعبر عن الانتماء للقبيلة، أو المدينة، وأحيانا تعبر عن مشاعر عاطفية، وفي أحيان أخرى تكون الأسماء غريبة، أو مضحكة، لكن المفاجأة لن تطول إذا علمت أن هذه الأسماء يبتكرها بعض الشباب لتكون "اسم شهرة" ، معتقدين ان أفضل مكان لانتشاره هو زجاج سياراتهم التي تجوب الأحياء.

ومن بين الأسماء التي رصدتها "الوطن": "شوشره"، و "عبقرينو"، و "رحّال"، و"الوافي"، و"إحساس" ، و "موادع" ، و"خطر"، وأسماء لبعض مناطق ومدن وقرى المملكة في إشارة لانتماء الشاب لمسقط رأسه.

وفي بعض الأحيان تكون هذه الأسماء والعبارات معربة عن عبارات مشهورة باللغة الإنجليزيّة، منها عبارة "لا تلعب معي"، و"خطر الإقتراب".

يقول محمد الشدادي إنه يضع ملصقا باسم قريته على زجاج سيارته من الخلف كنوع من التعبير عن الحب لقريته، وحتى يكون ذلك تميزا لسيارته حينما يتجوّل بها بين القرى المتجاورة، لافتا الى أن هذه الملصقات التي يضعها بعض الشباب على سياراتهم صغيرة الحجم، وتوضع عادة في إحدى زوايا زجاج السيارة، بحيث لا تحجب الرؤية عند القيادة.

فيما يقول الشاب عبدالله المقاطي إن "بعض الشباب في سن العشرين يرتبطون مع سياراتهم بعلاقة خاصة، ويبالغون في تزيينها بعبارات وألقاب خاصة بهم من أجل لفت الانتباه، والتعريف بأنفسهم بين أقرانهم، مؤكدا أنهم يعتبرون هذه الطريقة هي الأسهل والأسرع كتحقيق التميّز والظهور ، خاصة وأن غالبيتهم صغار في السن، ويستغلون السيارات للاستعراض والتباهي بين أقرانهم.

"الوطن" توجهت للمتحدّث الرسمي بمرور الرياض المقدّم حسن الحسن، وطرحنا عليه قيام عدد من الشباب بوضع ملصقات وكتابة عبارات غريبة على زجاج سياراتهم وعلى واجهاتها وأبوابها الخلفيّة، وسألناه عن موقف المرور من هذه الملصقات؟ وهل تعتبر مخالفة مروريّة؟، وماهي الإجراءات التي تتخذ بحقهم؟ ، فأجاب : "هذه السلوكيات تعتبر مخالفة مرورية صريحة جدا، ويعاقب عليها نظام المرور".

وأضاف أن هذه المخالفة نوعان، الأول: إجراء تعديل أو إضافة على هيكل، أو جسم المركبة دون اتباع الإجراءات النظامية، ويندرج عليه من يضع ملصقات على كامل المركبة، أو أجزاء منها بألوان مختلفة، أو نفس اللون، وتعتبر مخالفة من الفئة الثانية، ويعاقب عليها بغرامة مالية لا تقل عن ثلاثمائة ريال، ولا تزيد عن خمسمائة ريال مع حجز المركبة حتى إزالة المخالفة".

وأشار المقدم الحسن أن "النوع الثاني من المخالفة فيتم عبر استخدام أجهزه غير مصرح بها في المركبة، أو وضع شعارات، أو ملصقات مخالفة، وتعتبر مخالفة من الفئة الرابعة، ويعاقب عليها بغرامة مالية لا تقل عن مائة ريال، ولا تزيد عن مائة وخمسين ريالاً، وإزالة المخالفة في الموقع".