وعلى ذمة المعجم الوسيط فإن "التعليل" هو إظهار علة الشيء، وعَلَّلَهُ بالشيء، أي لهَّاه به على ذمة "الفيروز أبادي" بعدما استشهد بما فعلته صاحبة أبي فراس حتى جعلته يصرخ:

"تعللني بالوصل والموت دونه... إذا مت ظمآنا فلا نزل القَطْرُ"!

و"التعليل" ذاته هو غاية أبي العلاء المعري من أصحابه يوم قال "عللاني فإن بيض الأماني... فنيت والظلام ليس بفان".

ذاك كان سابقا. أما اليوم فقد استخدمنا "التعليل" استخداما جائرا, استهلكناه بجرعات مكثفة, واستنفدنا كل "التعليلات السابقة واللاحقة وتلك التي لم تخطر يوما في رأس الشيطان الرجيم!

وحتى لا يوسوس لك الشيطان ذاتُه أن في الأمر مبالغة من هنا أو هناك، لك الآن أن تقرأ سيرة ذاتيه لمشروع متعثر لدينا وما أكثرها، كل ما ستجده بعد سلسلة من البحث والتحري هي "أنواع" و"أشكال"، "مقاسات" كبرى وصغرى من التعليلات التي لا تسمن ولا تغني ولا تنبئ عن "انفراج"!

لك أيضا أن تقرأ كل البيانات التي تصدر من جهة ما بعد وقوع خطأ طبي شنيع ذهب ضحيتهَ شابٌ في مقتبل عمره، ستجد أن تلك البيانات تصلح جدا لأن تكون مرجعا لغويا يُعتمد عليه تحت باب: "ما جاء في التعليل"! حين تقرأ فيها كل التعليلات باستثناء قتل نفس!

أبرز إنجازات بعض المسؤولين خلال فترة إدارته هو إصدار التعليلات باحترافية لا يضاهيه فيها أحد, وبذات الاحترافية يوزع شيئا منها على من هم يحيطون به، ولأجل ذلك ستستمع بالقرب منه لـ "راجعنا بكرة" و"المدير في اجتماع " و"السستم عطلان"! وحينها لن يتبقى لك سوى ترديد ما قاله مؤيد الطغرائي يوم قال "أعلل" النفس بالآمال أرقبها... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"!!