ورب خبرٍ يهوي بـ "قناةٍ إخبارية" أو "وكالة أنباء" إلى ضَعف المصداقية وتشكيك المتابع ببقية أخبارها!

منذ 16 شهراً اتجهت الأنظار إلى القنوات الإخبارية، وتتبعت وكالات الأنباء للاستمتاع بأخبار الربيع العربي، فكان لكل خبر أهمية ومقام عند المشاهد، فحرصت وسائل الإعلام على البحث عن الجديد وتوثيق مصداقيته لكسب المشاهد الذي لم يعد متلقياً خلال الربيع العربي. بل تحول إلى متفاعل مع الأخبار ومراسلٍ للقنوات بمقاطع فيديو عبر كاميرا الجوال التي أصبحت مادة رئيسية لوسائل الإعلام.

قبل أيام انفردت إحدى القنوات الإخبارية آخر الليل، بخبر انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وأفردت له مساحةً بالحوار والتحليل ولم تشاركها في ذلك القنوات الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية، وحين ظهرت الشمس وتجلت الأمور تبين أن الخبر عارٍ عن الصحة. استمرت الأيام وظلت القناة تؤكد أنه انشق، فغاب عن صلاة العيد فزادت التأكيدات حتى قبل يوم من ظهور الشرع مع الوفد الإيراني الذي زار سورية.

لا أشك أن القنوات الإخبارية تسعى للسبق، إلا أن بعض الأخبار ستجرها إلى فقد المصداقية لدى المشاهد، ولا أشك أن بعضها لم يتعلم من الدرس في ليبيا الذي تعلمت منه وكالات الأنباء العالمية والقنوات الإخبارية، بعد الخبر الكاذب عن القبض على سيف الإسلام، والذي ظهر بعدها في تسجيل فيديو ينفي ذلك قبل أن يقبض عليه بعد مقتل والده.

أعلم أن الجمع بين المهنية في التوثيق والسرعة في بث الأخبار صعب جداً لكن النجاح يحتاج ذلك ولن يكون دونه.