في حينا القديم في جدة، تخاصم جارنا العربي مع أحد أبناء بلده، وفجأة قال الآخر بصوت مرتقع: "الربوع"، فانتفض جارنا وتحول إلى "بلدوزر" وفتك به!! عرف الناس فيما بعد أن قبيلة جارنا هزمت شر هزيمة يوم الأربعاء، فصار ذلك اليوم بمثابة "الشتيمة" التي للأسف تكررت كثيرا من الجهال في حارتنا ضد ذلك الجار، مما لم يعد ينفع معه أن يصبح بلدوزرا أو حتى "تريلا"!!
إن كل فشل في حياتنا هو تجربة حقيقية، فإذا جعلناه "عيارة" لم نتقدم مطلقا، وما استطعنا النجاح.
في الحقيقة لا أعرف عدد المرات التي شاهدت فيها فيلم "عمار"، وهو عمار بوقس، الشاب والكاتب المبدع الذي أصيب بمرض بعد ولادته، أصبح معه لا يملك سوى البصر والنطق، وقد أخرج الفيلم الأستاذ بدر الحمود.
وفي أثناء مشاهدتك للفيلم تشفق على نفسك من تلك اللحظات التي فشلت فيها أو خسرت أو سقطت، وخصوصا عندما يذكر عمار كلمة والده:"خير.. كل شيء خير، لا يأتي من الله إلا الخير"، السيد والد عمار لم يظهر في الفيلم، لكن كلماته كانت كل الفيلم، فعمار كان خيرا في نفسه، وفيما أصابه، وخيرا علينا، لأنه لامس جوهر التغيير في قلوبنا، ومنحنا فرصة مشاهدة تجربة نجاح وتفوق، على الرغم من الآلام والأحزان والعوائق، وجعلنا نتساءل: إن عمارا يبتسم وينجح ويبدع، فلِمَ لسنا مثله؟
أتمنى حقيقة من مديري المدارس ومديراتها في يوم السبت، الذي هو أول يوم في العام الدراسي، أن يعرضوا الفيلم على طلابهم وعلى معلميهم، وأظن أن إنزاله من اليوتيوب سهل، والدولة وفرت لهم أجهزة "داتاشو"، فلم يبق سوى أن يفتتح الطلاب العام الدراسي بلقاء شاب وكاتب مبدع ومخرج مميز كعمار وبدر الحمود.