انتقل المجتمع السعودي في العامين الأخيرين من مجتمع استهلاكي مهتم بشؤونه اليومية وأحلامه البسيطة إلى مجتمع تفاعلي يناقش جميع أموره. وقد جذبت التكنولوجيا المواطن السعودي جذباً إلى التفاعل اليومي مع أحداث مجتمعه، ووضعته عنوةً في قلب الحدث.
الأرقام تتباين عن عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا "تويتر"، إلا أن المؤكد أن السعوديين من أسرع الشعوب انضماما إلى عالم التغريدات. ولغة الأرقام لا تكذب، حتى إن تهاني العيد على رسائل الجوال انخفضت 40? هذا العيد. فالسعوديون نقلوا أفراحهم وأتراحهم إلى العالم الافتراضي.. إلا أن "تويتر" أيضاً كشف الكثير عن أخلاقيات من يدعون الفضيلة، فبدؤوا بنشر الإشاعات التي يتلقاها ملايين المتابعين دون تمحيص في مصادر المعلومة، وهم يعرفون عطش السعوديين للمعلومة وتأخر أهل الاختصاص في التوضيح.
الأسبوع الماضي تصدر خمسة من كبار محاولي إضرام الفتنة في نشر إشاعه عن دعم سعودي لفصيل لبناني، واجتهدوا في الاستهزاء وإثارة المشاعر واللعب على وتر (النخلة العوجاء) ثم تبين كذب المعلومة فلم يعتذر أحد منهم، لأن هدفهم ليس الحقيقة، فالمهم توالي الموجات ليضعف السد ويتحقق المراد.
خطير جدا ما يدور الآن في "تويتر" من استفزاز المجتمع بموجات تشكيك في كل شيء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".. ردهم جاهز: "الحرية قبل الشريعة".