لم يلتفت أغلب الكتاب إلى جانب مهم في مسلسل عمر (رضي الله عنه). وهو عجز المؤلف إلى الحلقة (22) في إعطاء ثاني الخلفاء المساحة الكافية لتغطية سيرته. على سبيل المثال لو حذفنا العنوان وطلبنا من مجموعة من المشاهدين كتابة عنوان له لكتبوا اسماً آخر قد يكون "دعوة الحق أو الرسالة أو نشأة الإسلام"، لأنه استرسل طوال الـ 17 حلقة الأولى في سرد أحداث نشأة الدعوة منذ أيامها الأولى حتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الحلقات الخمس التالية تناول فترة حكم الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أي لم يتبق للخليفة عمر سوى 9 حلقات فقط، فأين الجديد في تلك الأحداث وقد جسدتها أفلام ومسلسلات عربية سابقة؟
صحيح أنه لا يمكن كتابة قصة الخليفة عمر بدون تناول شخصيته في الجاهلية، بوصفه حينها المعارض للإسلام والشديد على المسلمين، ثم عمر الإنسان في الإسلام الفارس والمدافع عن المسلمين شديد الحب والصحبة والمؤازرة للنبي صلى الله عليه وسلم، فكل ذلك كان جزءاً من تاريخ نشأة دعوة الإسلام والدولة الإسلامية، ولكن لا أن تستغل لحشو المسلسل للوصول به إلى 31 حلقة. وهنا يكمن عجز المؤلف وكاتب السيناريو في اختصار الأحداث واختيار المناسب منها لتسليط الضوء على جوانب عديدة من حياته، فشخصية عمر تستحق أن تفرد لها مساحة أكبر من حلقات المسلسل التي ضاع أغلبها في سرد مقدمة تاريخية مطولة.
بكل تأكيد، وضع المنتج أهدافاً كثيرة.. ولكن كان للرأي العام هدفه أيضاً، وهو تعزيز صورة ثاني الخلفاء وأمير المؤمنين فدحض حجة من يعتقد أنه كان على خلاف مع الصحابي سيدنا علي بن أبي طالب. ولا يرجع النجاح في ذلك إلى السيناريو، فعيوبه الفنية كانت واضحة وإنما للتأثير الذاتي للمسلسلات التاريخية وتعطش الناس إلى التاريخ.