ربما لم يتذكر جريمة إحراق المسجد الأقصى سوى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما كدنا أن ننسى الذكرى في خضم ما تشهده سورية من اقتتال بين أبناء البلد الواحد.

ما كانت الذكرى لتمر في ظروف أخرى من دون بيان تنديد أو تظاهرة استنكار في العالمين العربي والإسلامي، بعد 43 سنة على إقدام المتعصب الصهيوني الاسترالي الجنسية دنيس مايكل روهان على عمله الإجرامي، خاصة أن القمة الإسلامية الاستثنائية التي انعقدت في مكة المكرمة في 14 و15 أغسطس الجاري أفردت حيزا كبيرا للمسألة الفلسطينية وتداعيات ما يحصل للأقصى المبارك من محاولات الاستيلاء عليه من قبل الصهاينة.

كانت الذكرى مناسبة للرئيس الفلسطيني ليكسر الصمت ليس حيال الأقصى فقط وإنما ضد ما يحاك لفلسطين وشعبها، انطلاقا من القدس وعروبتها وضرورة الحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية باعتبارها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، وصولا إلى الهوية الوطنية التي باتت شبه ضائعة، مرورا بالاستيطان الذي ابتلع أكثر أراضي الضفة الغربية.

تسلح عباس بالمؤمنين الذين أموا الأقصى خلال رمضان ليؤسس على أن الشعب الفلسطيني يجب أن يأخذ ناصيته بيده، وأن يتخلى عن مبدأ الاعتماد على الآخرين ولو كانوا إخوة في الدين والعرق، وأن يعتمد مبدأ: "ما مات حق ووراءه مطالب"، لأن الحق التوراتي المبني على الأوهام والأساطير، لن يكتب له النجاح.