"علي عبدالله" لديه عبر جهازه الجوال أكثر من 15 برنامج تواصل اجتماعي، ولكن أبرزها الواتس أب الذي يحمل 8 مجموعات تم تقسيمها والاشتراك بكل مجموعة على حدة لاختلاف أفراد كل مجموعة عن الأخرى، فهناك مجموعة الأهل، وأخرى للأصدقاء، وثالثة لزملاء العمل ورابعة للأقارب، وخامسة للجيران وغيرها.
يقول علي "أتواصل من خلال هذه المجموعات مع كل مجموعة بما يتناسب مع أفرادها، فالجيران مثلا أتواصل معهم للاتفاق حول زيارة شخص ما، أو لإخبار بعضنا البعض عن أخبار الحي الذي نسكنه، ومجموعة الأصدقاء تضم الكثير من رسائل التواصل العامة أو الترفيهية، أما مجموعة الأهل فتحوي كل ما يتعلق بالمنزل، فبدلا من أن تنتظرني زوجتي حتى عودتي لتريني شهادة ابني مثلا، أو ورقة كتبت له من المدرسة، أو حتى دعوة زواج أو حفل وصلتها، فهي ترسل لي صورها وأنا خارج المنزل".
وهكذا تحولت علاقات البعض عبر القروبات أو المجموعات المشابهة للمجالس الاجتماعية من خلال برامج إلكترونية متعددة إلى علاقات إلكترونية بعيدة عن التواصل المباشر، حيث أصبحت لكل فرد مجالس، أو مجموعات خاصة للتواصل معهم كلما تسنى لهم التجمع.
ويرى البعض في التواصل الإلكتروني أداة جديدة للتقرب من الآخرين، فيما يراها آخرون وسيلة زادت من فجوة العلاقات، وحلت محل الزيارات، والاتصالات المباشرة.
تقول غدير الشهري إن الواتس أب وبرامج التواصل الإلكترونية أفسدت الكثير من العلاقات الزوجية، حيث أضحى التواصل لا يتم إلا من خلالها، ويكتفي بها بعض الأزواج عن التواصل المباشر، فقد وصل الحال ببعض الأزواج لأن يرسل لزوجته ولديه ضيوف "أين الشاي؟" لترد عليه بنفس الطريقة وتقول "جاهز"، فيأتي ليأخذه بصمت دون الحديث معها.
ويرى سلطان عسيري وهو طالب جامعي أن "برامج التواصل الإلكتروني خففت عن الناس الكثير من أعباء ضرورة التواصل المباشر، فبالإضافة إلى كونها مجانية فهي سهلة وسريعة الوصول، وعملية، ويمكنك من خلالها إرسال فيديو أو صورة أو رابط موقع ما وغير ذلك، فنحن الطلاب نستخدمها كثيرا للتواصل حول مستجدات الكلية، والمذكرات وغيرها".
وتعدد رنا القرني مزايا أخرى لهذه البرامج وتقول إن "الواتس أب لا يتيح لنا فقط التواصل والدردشة مع من نعرفهم وحسب، بل حتى في المواقف الحرجة، حين تود الذهاب لمكان ما أو تواعد شخصا لمقابلته، وتجهل الطريق، فإنه باختصار يرسل لك خريطة موقعه بدلا من الاتصال المطول والشرح، أو حين يعجبك سوقا ما أو مطعما ترسل معلوماته برسالة واتس أب لمن تريد وصوره إن أردت، كما يمكنك أن ترسل رابط البث المباشر لبرنامج معين تشاهده، وترغب في أن يشاهده شخص آخر بنفس الوقت".
ويلفت عبدالإله عسيري إلى أن "وسائل التواصل هذه بقدر ما استفاد منها الناس، إلا أنها أثارت مشاكل لدى آخرين، فمثلا بعض الزوجات يثير جنونها أن ترى رسائل رومانسية في الواتس أب الخاص بالزوج، أو ترى أسماء نسائية في متابعي "تويتر" الخاصين به، ومن هنا تبدأ الغيرة وربما الشك والمشاكل على اختلافها".
ومن جانبه بين مدرب التنمية البشرية والتطوير الذاتي الأستاذ بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالناصر الزهراني لـ"الوطن" أن "التواصل الإلكتروني كوسيلة اتصال بشكل عام زادت من فرص التواصل بين الناس أكثر من قبل، فهي تجمع كافة الفئات الاجتماعية، ومن أماكن متباعدة عبر رسائل مشتركة أو عامة".
وأضاف أن "التواصل برسائل الـsms صعب بسبب تكلفتها خاصة لمن يحتاج التواصل مع من هم خارج بلده، وبإمكانك من خلال الواتس أب مثلا الالتقاء بـ10 أشخاص في وقت واحد، ومنهم من قد يكون في السعودية والآخر في لندن، والثالث في مصر وهكذا، ففي الوقت الذي قد يتعذر فيه التواصل المباشر والتجمع في مكان ما، فهذه الوسيلة رائعة لجمع الأصحاب وحتى أفراد العائلة الواحدة والزوجين والأبناء، كما أنها فرصة لتقرأ مع أبنائك حديثا معينا أو حكمة في آن واحد".
وقال الدكتور الزهراني "كل من أعرفهم أضحوا يتواصلون من خلال الواتس أب، ولدي قروب للأبناء وللأصدقاء، ولزملاء العمل في الجامعة، وهي وسيلة أضافت للتواصل بعدا آخر، ولم تغن أو تحل محل التواصل المباشر.