احتارت "أمل العتيبي" فيما يرويه طفلها "ريان" ذو الثلاث سنوات من قصص خيالية لا يصدقها عقل، وتساءلت هل طفلها بدأ يتعلم الكذب مبكرا؟، أم أنه يتخيل أمورا غير طبيعية لأسباب تجهلها، مما دعاها إلى التفكير في عرضه على الطبيب.
في حين صنفت بدرية النمري (معلمة) الخيال الواسع لدى أطفالها بأنه كذب، مشيرة إلى أنها تعاقب أطفالها على ذلك التخيل.
وأمام هذا القلق الذي يصيب الأسرة نتيجة خيال الأطفال الواسع، أكدت مستشارة الصحة النفسية بمستشفى الأمير منصور بالطائف الدكتورة فريهان فاروق أن "خيال الأطفال قبل سن السادسة عادة ما يكون كبيرا جدا، وأن هذا الخيال جانب من الإبداع، فالطفل لا يكذب في مثل هذا السن، ولكنه يصنع بقدراته الخاصة عوالم جديدة، أما ما يذكره بعد السادسة من قصص خيالية فقد يكون كذبا".
وأضافت أن "المعلمة هي المسؤولة الأولى عن الاكتشاف المبكر للحالات السلوكية التي تؤثر على الطالبات، وتسبب لهن حرجا مع الإدارة والمعلمات"، مشيرة إلى أهمية التعاون مع المرشدة الطلابية في متابعة الطالبة، وحل مشكلاتها الصغيرة والطارئة التي تتعرض لها.
وقالت "ينبغي على المعلمات تجنيب الطالبات والأطفال مشاهد العنف في التلفاز ونحو ذلك، ثم مساعدة الطالبة صغيرة السن على تصريف التوتر أو الطاقة بممارسة أشكال من النشاط الجسمي"، وبينت أن الاضطراب لدى سلوكيات الطالبات يمثل عبئا ثقيلا على المعلمة والطالبات ثم الأسرة، ولكن تواصل المعلمة مع أولياء الأمور والأسرة يساعدها في تشخيص سلوكيات بعض الطالبات.
من جهتها قالت المعلمة جميلة الحارثي (معلمة الصفوف الأولية بالمرحلة الابتدائية) إن "بعض نواحي الخيال الذي تذكره بعض طالباتها يعد مجالا من الإبداع والرؤية الخاصة"، مضيفة أنها تكافئ طالباتها على خيالهن الواسع وإبداعاتهن المختلفة، وخاصة عند التعبير عن بعض الموضوعات.
أما المعلمة بالمرحلة الابتدائية سليمة سالم فذكرت أن طالبات الصفوف الأولية خاصة والصفوف العليا عامة لديهن خيال واسع، وتحتاج الطالبة من معلمتها إلى تقنين هذا الخيال، وتعديل بعض صوره إلى صور منطقية مقبولة في الواقع".
وأضافت أن "العديد من طالبات المرحلة الابتدائية يعانين سلوكيات مختلفة غير تكيفية تؤثر على مدى تحصيلهن الدراسي مثل السلوك العدواني، حيث يظهر في صور عديدة كالشجار بين الطالبات، أو عن طريق تبادل الشتائم، ونحو ذلك.
وأشارت سليمة إلى أن أغلب معلمات المرحلة الابتدائية ينقصهن الوعي الكافي بكيفية التعامل التربوي السليم مع بعض المشكلات السلوكية لدى طالبات المرحلة الابتدائية.
وطالبت بأن تكون معلمة المرحلة الابتدائية عامة والصفوف الأولية خاصة من المعلمات ذوات الكفاءة العالية، واللاتي يستطعن الأخذ بأيدي الطالبات، ومساعدتهن على التغلب على المشاكل السلوكية والنفسية.