يفترض، وكالعادة السنوية، أن معظم الإدارات الحكومية أقامت أمس، حفل معايدة بمناسبة عيد الفطر المبارك، فهذه العادة السنوية، يرى البعض أنه لا بأس بها ما لم تؤخر معاملات ومصالح الناس وعلى المستوى الشخصي دائما ما يحاصرني في مثل هذه المناسبات السنوية سؤال وددت لو كل من حضرها أن يطرحه على نفسه ونصه: "ماذا قدمنا من جديد للوطن وللمواطنين منذ معايدتنا لبعضنا البعض في العام الماضي إلى يوم معايدتنا لبعضنا البعض هذا العيد؟".

وذات السؤال وددت لو أن المسؤول الذي اعتاد أن يتصدر صالة أو غرفة الاستقبال في إدارته أو وزارته أو جامعته، يطرحه على نفسه ومن ثم يطرحه على المهنئين.

واقع الحال يقول إن هناك الكثير من الملاحظات والمآخذ والنواقص والقصور. يمر العام تلو العام وهي على حالها دون أن يبادر مسؤول أو مدير عام أو رئيس قسم أو حتى موظف عادي لحل إشكالية يشكو المراجعون منها، أو لتطوير آلية عمل للتسهيل على المواطنين أو لإضافة فكرة جديدة تحسن من جودة العمل وتختصر الوقت.

تمر السنين ونحن نشكو واقعا مؤلما في بعض القطاعات والإدارات، ونحلم بواقع مشابه لما هو عليه الحال في وزارة أو قطاع آخر لا يبعد عن هذا المكان أو ذاك سوى أمتار. ولو دققنا في العلة والأسباب لوجدنا أن الجهة ذات الشكوى والتذمر من الناس القائم على شؤونها هو شخص تقليدي غير كفؤ، والجهة المتميزة وذات السمعة والإشادة القائم عليها هو شخص مبادر ومبدع لا مكان للعمل التقليدي في حياته ولا مكان للمتهاونين والمسوفين في إدارته.

سبق أن قلت هنا: إن شكوى الناس مما يجدونه ويعانون منه في بعض الإدارات الحكومية سببها القائمون على تلك الإدارات ممن توهموا بأن سنوات الخبرة التي أمضوها في عملهم كفيلة باستبعاد أي أوجه قصور لديهم ولدى الجهات التي يديرون عملها، بينما الصواب أن تلك السنوات لا قيمة لها ما لم تضف جديدا وتحدث تغييرا نوعيا وجذريا في تلك الإدارات ذات العلاقة بمصالح الناس.

نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في نوعية القائمين على القطاعات المعنية بمصالح الناس، وألا تكون سنوات الخبرة هي المقياس، بل لتكن الكفاءة بالإنتاج ولا غير ذلك، ولهذا أكرر أنه بودي في كل عيد وفي كل يوم وطني وفي كل مناسبة سنوية مهمة أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا للوطن والمواطنين لنحدث تغييرا إيجابيا يأخذنا للأمام خطوات سريعة.