استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من مناطق سورية أمس بمشاركة قوات نظامية معززة، وذلك غداة إبلاغ الموفد الدولي الخاص كوفي عنان مجلس الأمن موافقة دمشق على بدء سحب قواتها من الشوارع ضمن مهلة تنتهي في العاشر من الشهر الجاري. وتواصلت الاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من المناطق مع استقدام النظام لعناصر إضافية إلى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وإلى محيط الرستن في محافظة حمص التي شهدت مقتل ثلاثة مواطنين، اثنان في سقوط قذائف على حي البياضة وثالث في حي دير بعلبة بإطلاق نار.
وتعرضت الرستن في محافظة حمص لقصف عنيف. وذكرت تنسيقية المدينة على الأرض أن قوات النظام تطوق قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين من الجهة الشمالية للمدينة بأكثر من 30 باصا محملة بعناصر "الأمن والشبيحة" و30 دبابة، مشيرة إلى "حملة اعتقالات واسعة وإحراق دراجات نارية ونهب بعض المنازل والمحال التجارية.
وفي محافظة إدلب قتل مواطنان إثر إصابتهما في إطلاق نار وقصف في قرية تفتناز التي تدور فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة أسفرت كذلك عن مقتل أربعة جنود في ناقلتي جند تم إعطابهما. وقتل مواطن من بلدة كنصفرة في إدلب بإطلاق رصاص عليه على طريق دمشق حلب الدولي.
كما وصلت عشرات الحافلات العسكرية المحملة بعناصر الجيش إلى داعل في محافظة درعا، وتلت ذلك حملة مداهمات أسفرت عن اعتقال 12 شخصا، فيما أقدمت قوات النظام على إحراق سبعة منازل في المدينة. وقال الناشط في درعا سيد محمود في اتصال عبر سكايب إن قوات النظام "في إطار سياستها الهادفة إلى تجويع الناس، تهاجم المنازل وتدمر المؤن، وتدخل إلى الأفران وترمي عجين الخبز في الطرق"، مشيرا إلى قطع التيار الكهربائي 15 ساعة في اليوم.
وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة دوما. وقال إن قوات الأمن تنفذ "حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الغربية لمدينة الزبداني" التي وصلت إليها "عشرات الحافلات المحملة بالعناصر". وفي محافظة حماة نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة كفرنبودة في الريف الشمالي، وحملة مداهمات واعتقالات وإحراق منازل في قرى جرجيسة وحربنفسة و تومين في الريف الجنوبي.
وفي غضون ذلك تعمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على صياغة نص بيان يصدره مجلس الأمن الدولي ويأخذ بالاعتبار النتائج التي توصل إليها المبعوث المشترك كوفي عنان. ويتوقع أن يوزع مشروع البيان الذي ليس له قوة القرار، على الدول الأعضاء في المجلس بهدف تبنيه غدا.
وفي سياق متصل أوضح الصليب الأحمر الدولي في جنيف أن محادثات رئيس اللجنة الدولية جاكوب كيلنبرغر المرتقبة مع الوزراء السوريين ستتناول الوضع الإنساني في المناطق التي شهدت اضطرابات والجهود التي يبذلها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى والجرحى والنازحين. وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في دمشق صالح دباكة إن "كيلنبرغر سيتوجه اليوم إلى درعا حيث يمكن أن تجري عملية توزيع مساعدات إنسانية".