"داؤود" وافد إثيوبي يقطن إحدى محافظاتنا الجنوبية..
ليس ثمة طرافة في القصة التي نشرتها (عكاظ) حتى أعيد نشرها.. ومع ذلك لابد ـ على الأقل ـ من ذكر ملخصها.. داؤود هذا تخصص في السمسرة.. ليست سمسرة الأراضي والمنح.. بل سمسرة البشر!
حيث يقوم بالاتصال بالخادمات، بطريقة أو بأخرى، ويحرضهن على الهرب.. وحينما تهرب الخادمة يقوم باستقبالها وإيوائها بضعة أيام، ومن ثم يقوم بتزوير هويتها وينال المقسوم ـ "بلاش إحراج" ـ ثم يقوم ببيعها على مستفيد جديد بعدما يكون قد قبض عمولة أخرى "كاش"!
لماذا أقوم بإيراد هذه القصة؟!
أذكرها لأنها تتكرر باستمرار.. الآن ومن الذاكرة: كم مرة قرأتم عن وافد أو مجموعة من الوافدين يقومون بإيواء الخادمات الهاربات وتشغيلهن؟!
نسمع كثيرا عبارة "هروب الخادمات".. لكننا لا نعرف أين يهربن؟! هل قلتم: وما المطلوب؟
سأخبركم عن المطلوب.. لكن قبل ذلك دعونا نتخيل سيناريو "داؤود".. تم القبض عليه في كمين محكم متلبسا بالجرم المشهود.. كان ينظر لكاميرا المصور ـ كما تظهر صورته ـ بعين قوية! ـ تمت إحالة داؤود إلى الاستجواب.. تم تسجيل اعترافاته.. ثم ...
ـ ثم ماذا؟! ـ لا أحد يعلم.."توتة .. توتة.. انتهت الحدوتة" كما يقول إخواننا المصريون!
هنا مكمن العلة.. لا أحد يعرف نهاية هؤلاء.. لا نحن ولا بني جنسهم الذين ـ ربما ـ شاركوهم هذه الجرائم..
المفترض أن يعرف الناس العقوبات المطبقة بحق هؤلاء المجرمين.. لا ينبغي أن تطوى صحفهم دون أن نعرف شيئا عنهم.. كيف يرتدع المجرمون طالما لم يعرفوا بعقوبة أشباههم؟!