لوحة إلكترونية تضيء بأناقة معلنة الأيام المتبقية على انتهاء المشروع الجديد لنفق أحد الطرق الرئيسة بالدمام، فيما تكدس حولها الكثير من المركبات في زحام لا ينتهي، غير آبهة بلغة الأرقام التي تعلنها اللوحة الإلكترونية، البعض يراها بدعة حسنة فيما البعض الآخر يرى فيها المزيد من التسويف المنمق، وبين هولاء ومخالفيهم تبقى مسألة التخلص من التحويلات هماً يؤرق سالكي الطرق كما يقض مضاجع الجهات الحكومية المعنية به في المنطقة، فكيف الخلاص من كل ذلك، وما هي الخطوات الجارية من قبل كل طرف معني بالأمر؟
"ليسوا سيئين، إنهم الآن أفضل من السابق، التحويلات أقل في العدد وكذلك في مدة بقائها، ولكنها تبقى مزعجة وتسبب الكثير من التوتر لي، خاصة عند عودتي من العمل ".. كان ذلك حديثاً لفلاح سالم يصف فيه التحويلات التي تعترض طريقه ذهاباً وإياباً من العمل للمنزل، حيث يضيف: التحويلات صارت أقل من السابق وافتتح الكثير منها، ولكن ما زلنا بحاجة للتخلص مما تبقى، كما سيكون خبراً سعيداً أن ينتهي العمل من بقية التحويلات قريباً. في عطلة الربيع التي انتهت في الأسبوع الماضي واجه الأقارب القادمون من خارج المنطقة الكثير من الصعوبات للوصول إلى ما يريدون، وأصبح أمر التنزه بالغ الإزعاج لهم بسبب التحويلات، نسمع الكثير من الكلام عن نهاية التحويلات ولا نعلم كيف ستنتهي الأمور.
من جهة أخرى كان لأمانة المنطقة الشرقية تجاوب مع ما طرح عليها في قضية تحويلات حاضرة الدمام، عبر مدير عام العلاقات العامة والإعلام محمد الصفيان الذي أكد أن أمانة المنطقة الشرقية تضع التحويلات في أعلى سلم أولوياتها، وتعمل دائماً على تسريع عجلة المشاريع لمصلحة المواطن. وأضاف الصفيان في حديثه لـ"الوطن": في البداية من المناسب توضيح قضية التحويلات، حيث لا يمكن وضع تحويلة إلا عبر لجنة مخصصة لهذا الغرض مكونة من إمارة المنطقة الشرقية ومرور المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى أمانة المنطقة الشرقية، تكون مهمتها وصلاحيتها تحديد وقت وموعد عمل التحويلة، وقبل ذلك الإعلان في الصحف عن النية بعمل تحويلة معينة، وذلك لأجل تنبيه سالكي الطرق لاختيار طرق بديلة. وحقيقة الأمانة لا تألو جهداً للانتهاء من أي مشروع بأسرع وقت ممكن، مع المحافظة على المستوى المطلوب من جودة العمل، فيكفي أن نعلم أن طريق الملك فهد بالدمام كلف 500 مليون ريال للتطوير من خلال عمل أنفاق وتجديده على امتداده، وذلك لأجل مزيد من انسيابية الحركة في الطريق الذي يعتبر من أهم الطرق في المنطقة، كما أنهينا العمل الآن في 10 تحويلات من أصل 27 تحويلة على أن ننتهي قريباً من البقية.
الصفيان بيّن حرص الأمانة على سرعة إنجاز المشاريع قائلا: في تقاطع الملك فهد مع طريق الجبيل تطلب الأمر 45 يوماً بحسب الشركة المنفذة، إلا أننا استطعنا تقليص المدة إلى 14 يوماً فقط لإنهاء التحويلة، وهكذا كان ديدننا كعمل ورؤية نسير عليها، نجد العذر في تذمر الناس من تأخر المشاريع، ونعمل دائماً على تقديم خدمة أفضل، واستطعنا مؤخراً تغطية 45% من شبكة تصريف الأمطار عبر 27 محطة ضخ، إضافة إلى برنامج تطوير الأحياء الذي شمل حتى الآن 17 حياً، وتحسين التقاطعات. ولعل من المناسب التذكير بأن الأمانة نفذت مشاريع بقرابة الـ 5 مليارات ريال في الفترة من 1426 إلى 1432 هجرية، وللعلم فإن أمير المنطقة يهتم بشكل مستمر بمستجدات المنطقة ويتابعها بنفسه، حرصاً على راحة المواطنين. ونود أن نطمئن الجميع أن حاضرة الدمام ستظهر بشكل أفضل بشكل تدريجي مع انتهاء المشاريع الحالية.
من جهته أوضح الناطق الإعلامي لمرور المنطقة الشرقية المقدم علي الزهراني أن التنسيق يسير بشكل دائم مع أمانة المنطقة فيما يتعلق بقضايا التحويلات، مضيفاً في حديثه لـ"الوطن": نعلم ما تمثله التحويلات من مشكلة لأهل المنطقة، ونحاول من جانبنا قدر المستطاع التخفيف من حدة ذلك عبر توفير بدائل مقبولة للشوارع المغلقة حتى موعد انتهاء الأعمال الإنشائية. والتحويلات من صلاحية لجنة تنسيق المشاريع، وتشمل عدة جهات حكومية من ضمنها المرور، ودورنا يكمل حلقة بقية الدوائر الحكومية، ونقوم بتسيير الحركة المرورية، وفي بعض الأحيان نقوم بطلب تأخير بعض التحويلات إذا وافقت موسما كالاختبارات أو الأعياد أو غيرها لما تشهدها من زحام شديد. والحقيقة نرى أن الأمور تحسنت في الفترة الأخيرة وافتتح الكثير من المشاريع.