في قرية عدوان شمال شرق الطائف المعروفة بقرية (العقرب) ثمة آثار تاريخية؛ تختلف عن بقية الآثار، فبالرغم من أنها تشير إلى حقبة من الزمن تمتد إلى ما قبل 200عام، وهي ليست ببعيدة مقارنة بتاريخ بعض الآثار الأخرى، إلا أنها ارتبطت بشخصية لا يذكر الطائف إلا وتكون هذه الشخصية حاضرة في الذهن، ففي تلك القرية لا يزال قصر تاريخي مبني من الحجارة؛ يحكي طبيعة المكان والزمان قائما حتى الآن، وهذا القصر بات شاهدا على تاريخ المنطقة. وذكر القاضي بالمحكمة العامة بالطائف الشيخ سعد بن علي المضايفي العدواني، أحد أعيان المنطقة أن قرية العقرب التي اتخذها القائد والأمير على الطائف والحجاز وممثل الدولة السعودية الأولى في المنطقة، عثمان المضايفي مقرا له دخلت التاريخ من أوسع أبوابه. وكان المضايفي يقيم في قصره، ويصلي في مسجد القرية الذي لا يزال قائما حتى الآن، ويتحصن في قلعة العبيلاء التي لا تبعد كثيرا عن قرية العقرب. وقال سعود بن سعد المضايفي العدواني نجل الشيخ سعد المضايفي العدواني إن عثمان المضايفي كان حاضرا في عدد من الوثائق التاريخية التي يحتفظون بها إلى الآن، وذكر أن الرسائل تمت ترجمتها، وتناولها بعض الباحثين والمؤرخين. وبين أن قرية العقرب لا تزال تحتضن أحفاد عثمان المضايفي، وتضم نحو 30 منزلا تقريبا، وجميع أحفاده يقطنون في هذه القرية حتى منعته ظروف العمل من البقاء في القرية إلا أنه يمتلك منزلا ويعود إليها بين فترة وأخرى، مشيرا إلى أن من الآثار التاريخية والشواهد في هذه القرية، قصر المضايفي، وعين العقرب، وهي عين يجري ماؤها منذ أيام المضايفي ولا تزال، إضافة إلى مسجد القرية الذي صلى فيه الإمام عبد الله بن سعود، آخر حكام الدولة السعودية الأولى، وكذلك سد العقرب وشواهد أخرى. كما أشار العدواني إلى أن قلعة العبيلاء الشهيرة باتت تحت مظلة الهيئة العامة للسياحة والآثار، وهي لا تبعد عن قرية العقرب إلا بنحو 6 كلم تقريبا.

من جهته قال حماد السالمي إن ثمة شواهد تاريخية تحكي تاريخ الطائف والحجاز في عهد الدولة السعودية، ومن تلك الشواهد التاريخية التي لا تزال قائمة حصن المضايفي، ومسجد المضايفي هو مسجد أقامه عثمان بن عبد الرحمن المضايفي العدواني في قريته "العقرب" ببلاد عدوان، وكان يدرس فيه القرآن الكريم، وتلقى فيه المواعظ وتقام فيه صلاة الجمعة وتلقى فيه بعض الدروس ويحضر إليه بعض علماء الدرعية وأئمتهم، وممن صلى في هذا المسجد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود والإمام سعود بن عبدالعزيز والإمام عبد الله بن سعود، رحمهم الله، عندما كانوا يأتون للحجاز في ذلك الوقت. وكذلك قصر المعدة، وقد بناه عثمان المضايفي عام 1219بقرية المعدَة. وذكر السالمي أن قلعة المضايفي قال عنها المؤرخ إبراهيم الزيد إنها تنسب للأمير عثمان المضايفي، أمير الطائف والحجاز، وهي قلعة عالية أقامها في باب الريع في غرب المدينة القديمة على تل مرتفع، وقد هدمت في عام 1389، وكانت قلعة كبيرة محصنة قوية البنيان من الحجر، وكانت مقرا للبوليس الحربي في الطائف في هذه الدولة، وقد بنيت في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، وهي خلاف القشلة وقلعة العزيزية.