يلحظ المتابعون انتشارا واضحا للمسرح النسائي السعودي خلال الفترة الأخيرة، حيث لا تكاد تمر مناسبة وطنية أو إجازة مدرسية إلا وتنطلق العروض المسرحية.

واستقطبت هذه المسرحيات الحضور النسائي رغم ضعف الإمكانيات, وتؤكد الممثلة أغادير السعيد أن حجم الإقبال على المسرح النسائي كان قليلا في الماضي ولكن في السنوات الخمس الأخيرة بدأ اهتمام المرأة وبشكل كبير لدرجه أنه في معظم العروض بعض النساء لا يجدن مقعداً شاغراً؛ إذ تمتلئ الصالة ونشاهد بعضهن يفترشن الأرض ويتابعن العرض إلى النهاية.

وتؤكد الممثلة لوين عيسى ذلك بقولها: الإقبال على المسرح النسائي في تطور حيث بدأ الجمهور يطالب بإعادة العروض أكثر من مرة، وبحكم أن المرأة هنا لها خصوصيتها فإنها وجدت في المسرح متنفسا لها.

في حين ترى الممثلة ريفان كنعان أن الإقبال أصبح كبيرا وخصوصا في أبها ونجران وحائل حيث وجدنا أن المرأة في هذه المناطق لديها الحس الفني وقد يكون لعامل السياحة دور في جذب النساء للحضور, وتعلق الممثلة مروة محمد بقولها من خلال تجربتي ومشاركتي في المسرحيات النسائية في المملكة تفاجأت باهتمام المرأة السعودية بالمسرح وبالفنانة نفسها.

أما الممثلة الكويتية عبير أحمد فقالت: كانت لي أكثر من تجربة في المسرحيات السعودية وجميعها أعتبرها ناجحة بحكم الحضور الكبير والتفاعل الجماهيري مع مجريات وأحداث المسرحية الذي يكشف عن مدى تعطش الجمهور النسائي لمثل هذه الفعاليات، وهذا يجعلني أقبل أي عرض يقدم لي للمشاركة، فالحضور المقتصر على النساء يجعل الممثلة تأخذ حريتها بعكس المسارح في الدول الأخرى التي يحضرها رجال ونساء، مما ينعكس على أدائنا.

وعن الصعوبات التي تواجه المسرح النسائي، تقول أغاديرالسعيد "إن الصعوبات تتلخص في عدم وجود مسارح مهيأة للعروض عدا مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض, أما لورين عيسى فتعترف بأنه لا توجد صعوبات بمعناها الحقيقي وإنما الكثافة الجماهيرية وعدم التنظيم يجعل بعضا من الحضور غير متقيد بالأماكن المخصصة فتجد أحياناً بعض الحاضرات تلتصق بخشبة المسرح وكأنها تتهيأ للصعود على المسرح, وهذا يربك الأداء.

في حين تذهب ريفان إلى القول إن الصعوبات تكمن في قلة الأعمال المسرحية وعدم وجود الكاتب المتخصص فكل ما يعرض اجتهادات شخصية وفردية من بعض محبي المسرح النسائي.

الكاتب والمنتج المسرحي مهدي البقمي علق على مدى الإقبال على المسرحيات النسائية فقال: الحقيقة بعد تجربتي في العروض المسرحية في مختلف مناطق المملكة لاحظت تعطش الجمهور النسائي لحضور هذه المسرحيات، والسبب بالطبع لأنها تقدم بطاقم نسائي 100% حيث الممثلات والإداريات والمشرفات نساء، وهذا يعطي الحاضرات راحة نفسية في الاستمتاع بالعرض المسرحي، إضافة إلى أن المواضيع التي تطرح في المسرحيات عادة تلامس قضايا المرأة وهمومها.

وعن توجهه وتخصصه في المسرح النسائي قال: بدأت بكتابة أول مسرحية نسائية كوميدية وهي "بيتنا في خطر" وتفاجأت من الحضور خاصة وأنها عرضت في الرياض والدمام وجده وجازان, ولا تزال هذه المسرحية مطلوبة من بعض الجهات حتى الآن، وهذا ما شجعني وأغراني للتوجه للمسرح النسائي فقدمت مسرحيات أخرى.