أحياناً يجد بعض الموظفين نفسه على "مسرح" فيتحول إلى ممثل، وكلٌ وقدراته.. فمنهم من يصبح بطلاً ومنهم من يكون "كومبارساً"، حيث يضطر الموظف للتظاهر بأشياء لا معنى لها عنده. ومجبر من "عايد" رئيسه في أول أيام العيد أن يكررها، لأن جميع مؤسسات الدولة تقيم هذا الصباح حفلاً للمعايدة بحضور كبار مسؤوليها ليصطف بقية الموظفين لتهنئتهم بالعيد الذي غادرنا! حفل المعايدة في مؤسسات الدولة مضيعة للوقت وإجازة مبطنة بأعذار.. ومع ذلك هي أجواء فرح حتى ولو كانت مفتعلة، تضم فرحة الالتقاء بالمسؤولين الذين يحتجب كثيرٌ منهم عن صغار الموظفين لأشهر، فلا يرون إلا توقيعات المسؤول على الخطابات والتعاميم.
وهذه المناسبات لو قدر لي حضورها لعملت بـ"تهادوا تحابوا" وقدمت هدايا لهؤلاء المسؤولين، ولن أحتار كثيراً في اختيار الهدايا، لكني أخشى أن تفهم بالخطأ!
فلو حضرت حفل معايدة وزارة الصحة لأهديت مسؤوليها مقطع فيديو التقطه شاب هاوٍ لخروف يتجول في أحد مستشفيات الشمال؛ بقصد الترفيه عنهم فقط! ولو حضرت حفل معايدة وزارة النقل لأهديت مسؤوليها لوحة فنية جميلة أعجبتني ألوانها مكتوبٌ عليها عبارة عمر بن الخطاب
ـ رضي الله عنه ـ الشهيرة: "لو أن بغلةً عثرت لخشيت أن يسألني الله: لِمَ لم تمهد لها الطريق"! ولو حضرت حفل معايدة وزارة التربية والتعليم لأهديت مسؤوليها "طباشير" ملونة و"سبورة" خضراء فقط! ولو حضرت حفل وزارة الإسكان لأهديت مسؤوليها أغنية: "مقادير.. يا قلب العنا.. مقادير.. وش ذنبي أنا" بصوت "الأرض" طلال مداح! ولو حضرت حفل وزارة البلديات لأهديت مسؤوليها "عضو مجلس بلدي" لم يستخدم سوى في الوساطات، لأن آليات المجالس لم تمنحه غير ذلك. ولو حضرت حفل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لأهديت منسوبيها صورة ماجد عبدالله ويوسف الثنيان!
ولا أظن وزارة التخطيط ستقيم احتفالاً، فلا أذكر أني رأيت أحداً من منسوبيها لا في الصحافة ولا في أي مكان.. يبدو أنهم لا يحبون الأضواء!