قصفت القوات السورية أهدافا للمعارضة في مدينة حمص اليوم على الرغم من وعد الرئيس بشار الأسد للمبعوث الدولي للسلام كوفي عنان بوقف إطلاق النار وسحب الدبابات والمدفعية.

وقال الناشط المعارض وليد فارس من داخل حمص "ما أشبه الليلة بالبارحة... قصف وقتل."

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن 70 شخصاً قتلوا أمس بينهم 12 مدنيا من جراء القصف ونيران القناصة في حمص.

وأضاف أن 19 جنديا و12 من مقاتلي المعارضة قتلوا في الاشتباكات. وخمسة قتلوا اليوم في محافظة حمص بوسط البلاد. وقال إن قنبلة انفجرت في كشك في حلب مما أسفر عن مقتل صاحبه وهو مؤيد للأسد. وقتل اثنان على الأقل وأصيب ثمانية حين قصف الجيش قرى في محافظة إدلب بشمال البلاد المتاخمة لتركيا.

وقال مسؤولون أتراك إن اللاجئين يعبرون الحدود بمعدل نحو 400 في اليوم. ولجأ اكثر من 40 ألف سوري لدول مجاورة منذ تفجرت الاضطرابات العام الماضي وفقا لأرقام الأمم المتحدة.

وتتعرض المناطق الموالية للمعارضة في حمص لهجوم من القوات الحكومية منذ أوائل فبراير ما جعل المدينة رمزا للانتفاضة كما حفز هذا الجهود الدولية لوقف إراقة الدماء.

وطلب عنان من الأسد الأسبوع الماضي وقف العمليات العسكرية فورا، وقال مقاتلو الجيش السوري الحر إنهم سيوقفون إطلاق النار إذا سحبت الحكومة الأسلحة الثقيلة من المدن.

لكن الأسد قال إن عليه الحفاظ على الأمن في المناطق الحضرية.

وقال فارس "يبدو أن الحكومة فهمت خطة كوفي عنان بالعكس... طلب عنان سحب الدبابات وهم يأتون بالمزيد. طلب وقف القصف فزادوا القصف."

وتقول الأمم المتحدة إن قوات الجيش والأمن السورية قتلت ما يزيد عن 9 آلاف شخص على مدى الأشهر الـ12 الماضية. وتقول دمشق إن المتمردين قتلوا 3 آلاف من أفراد الجيش والشرطة.

وينحي الأسد باللائمة في الاضطرابات على "إرهابيين" مدعومين من الخارج وطرح برنامجا إصلاحيا رفضه المعارضون له في الداخل والخارج.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء اليوم أن خطط إجراء الانتخابات في السابع من مايو ستمضي قدما وإن السوريين سيتمكنون خلالها من اختيار من يرونه مناسبا ليمثلهم. ومن غير المرجح أن يوقف هذا الجهود الدولية لإزاحة الأسد.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في إسطنبول أمس إن حكومة الأسد لديها قائمة طويلة من الوعود التي حنثت بها وستواجه عواقب وخيمة إذا لم تتوقف عن استهداف المدنيين.

وأضافت أن الولايات المتحدة ستمد المعارضة بأجهزة اتصالات وتبحث توسيع نطاق الدعم مع حلفائها.

غير أن واشنطن لم تظهر استعدادا يذكر لتسليح المعارضين وتدعم خطة عنان في الوقت الحالي.