تسببت الجمال السائبة على الطريق الدولي بمنطقة جازان، في كثير من الحوادث وإزهاق أرواح كثير من سالكيها، وتعلقت قضايا عديدة في ظل عدم وجود آلية رسمية لإدارة المرور للكشف عن ملاك الإبل لتقديمهم للعدالة.

ووسط أجواء حزينة بمنزل موسى مصطفى آل زيد الذي فقد ولديه في حادثي تصادم بجمال سائبة، قال لـ"الوطن": توفي ابني إبراهيم في حادث مروري على طريق جازان – الدرب في شهر ربيع الأول لعام 1419، بعد أن اصطدم بجمل سائب لحظة عودته لمنزله ببلدة الغريف، وتوفي معه زميله الذي يرافقه، وللأسف لم تتوصل الجهات الأمنية بمنطقة جازان لمعرفة صاحب الجمل إلى تاريخه.

وأضاف" لم تكتف الجمال برحيل إبراهيم بل واصلت السيناريو في بداية شهر ربيع الأول 1433، لتضيف في قائمتها اسم ولدي علي رئيس قسم الأراضي ببلدية الشقيق "رحمه الله"، بعد اصطدامه بجمل سائب على طريق بيش - الدرب لحظة عودته لمنزله، مبدياً أسفه بأنه لم يعرف صاحب الجمل إلى الآن، رغم وضوح علامة الوسم على رقبته.

أما علي خمجان الذي سرد معاناة أخيه عبدالله، حين أخذ والده ووالدته وأخاه وأخته في مركبته لأداء فريضة العمرة وعند عودتهم مساء يوم 18/11/1429، وبالقرب من منزلهم في أبو السداد بمحافظة الدرب، فوجئ بجمل سائب في الطريق الرابط بين الشقيق والدرب ، ليصطدم به، وأدى الحادث إلى وفاة أخته وإصابة "عبدالله" بشلل رباعي وارتجاج في المخ، وظل إثر ذلك في مستشفى الدرب العام ومستشفى الملك فهد المركزي بجازان لأكثر من شهرين، وخرج بعدها لتستمر معاناته مع المرض للبحث عن علاج حتى في مستشفيات دولة أوكرانيا التي عاد منها قبل شهر تقريبا ليمكث بعدها في مستشفيات جدة لمواصلة العلاج الطبيعي.

وأكد خمجان، أنه ورغم بقاء الجمل إلى اليوم الثاني في موقع الحادث ومباشرة الجهات الأمنية، لم يتم تقديم مالك الجمل إلى الآن للعدالة. فيما ذكر رئيس مجلس إدارة بالجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن ببيش عبدالله أبو عامرية، أن لكل قبيلة أو عشيرة وسما لمواشيهم من الإبل والبقر متعارفا عليه بينهم، موضحا طريقة الوسم وذلك بقيام مالكها بتسخين آلة حديدية بشكل محدد ليطبعها في رقبة الجمل أو في ورك البقرة ليسهل على الجميع التعرف على مالكها عند فقدانها أو فرزها إذا اختلطت مع شبيهاتها، ويسهل بعد ذلك الوصول إلى صاحبها عن طريق شيخ القبيلة أو العريفة الذي يفترض إلمامه بكل وسم لأفراد قبيلته.

من ناحيته، أبدى شيخ شمل قبائل بيش الشيخ جابر عكفي، استعداده للتعاون مع كل الجهات الحكومية أو المؤسسات الأهلية أو شيوخ القبائل أو المواطنين للتعرف على أوسمة الجمال السائبة التي ينتج منها الضرر وخاصة في وقوع الحوادث المرورية التي راح ضحيتها عابرو الطرق الدولية، مؤكدا أنه لم يتلق أي اتصال هاتفي أو طلب من قبل الجهات الأمنية للتعرف على أوسمة الجمال السائبة التي تسببت في وقوع الحوادث المرورية. وقال إنه لا يوجد إلى الآن شخص معني أمام الجهات الرسمية يكون مسؤولا رسميا عن وسم المواشي ومعرفة ملاكها عند الحاجة للوصول لهم أسوة "بشيخ الصناعية" المعني أمام المرور والبلدية للرد على كل ما يتعلق بالمركبات أو مراكز صيانتها.

إلى ذلك، أكد مدير مرور منطقة جازان العقيد عائض بن دخيل الله لـ"الوطن" أمس، أن جازان الأقل نسبة في الحوادث المرورية التي تسببها الجمال السائبة، مبينا أن هناك دراسة على مستوى المملكة للحد من وقوعها وحماية المسافرين بالطرق الدولية. وعن آلية متابعتهم للتعرف على مالك الجمال التي تسببت في الحوادث، قال: توجد علامات وسم على جسد الجمال من الخارج ظاهرة للجميع يتم تصويرها والمرور بها على مربي الجمال لمساعدتهم للتعرف على ملاكها لتقديمه للعدالة على حسب نوع الخطأ الذي تختلف نسبته عند وقوع الحادث ليلا أو نهارا، مشيرا إلى أنهم سبق أن نجحوا في العثور على بعض ملاك الجمال السائبة التي سجلت إدارة المرور بالمنطقة حوادثها وأغلقت ملفاتهم.