60 كيلومترا المسافة التي يقطعها المرضى وذووهم من مدينة دخنة غرب منطقة القصيم للوصول إلى أقرب مستشفى، وهو مسلسل المعاناة اليومية التي لم تشفع معها مطالبة نحو 16 ألف نسمة منذ نحو 30 عاما بإنشاء مستشفى عام يغنيهم عن رحلة البحث عن مستشفى، ومشاكل السير والحوادث التي تهدد حياتهم يوميا.

وطالب أهالي دخنة وزارة الصحة والشؤون الصحية بمنطقة القصيم النظر إلى معاناتهم وإيجاد حل لمرضاهم، خصوصا أن مركز الرعاية الصحية الأولية بالمدينة لا يعمل على مدار الـ24 ساعة، مؤكدين أن دخنة تحتاج لمستشفى عام يكفيهم عناء الطريق إذا ما قصدوا أقرب مستشفى، فضلا عن مشقة السير ومخاطره وتعب المرضى خاصة في أوقات الليل.

واستغرب المواطن محمد البهيمة أحد السكان ما وصفه بالتجاهل من قبل المسؤولين، وتساءل "كيف لمدينة يفوق عدد سكانها 16 ألف نسمة أن تبقى رهينة لمركز رعاية صحية لا يسد احتياج المرضى؟، واتفق معه عبدالله الحربي وزاد بأن السكان يتكبدون مشقة الطريق إذا ما أراد أحدهم مراجعة أقرب مستشفى عام والذي يبعد حوالي 60 كلم من مدينة دخنة، فضلا عن المخاطرة الكبيرة في الطريق بمسار واحد كذلك.

إلى ذلك، تساءل رئيس المجلس البلدي بدخنة محمد العيسى عن وعود "صحة القصيم" أن مستشفى مدينة دخنة مدرج ضمن الخطة الخماسية الحالية للمنطقة ورصدت لها ميزانية ضمن الخطة 1425/ 1430، مشيرا إلى حلول عام 1433 دون تنفيذ المستشفى يعني أن الوعود كانت حبرا على ورق، ولم تتحقق بعد.

وأوضح العيسى أن معدل زيارات الرعاية الصحية الأولية بدخنة نحو 150 مراجعا يوميا، وأن مطالبات الأهالي لم تكن وليدة اللحظة بل كانت قبل نحو 30 عاما، ولا يزال الأمل باقيا إلى أن يتحقق كون الأمر يعد إنسانيا ولا بد من أن يتحقق، وتابع "تقع مدينة دخنة على طريق الحجاز ويعبرها الملايين من المسافرين طوال العام وهي في أشد الحاجة لمتطلبات الأهالي ومن أهمها المستشفى الذي طال انتظاره".

في المقابل، أوضح الناطق الإعلامي بالشؤون الصحية بالقصيم محمد الدباسي أن مركز دخنة يقع جنوب محافظة الرس على بعد 60 كلم تقريبا، وفيه مركز صحي يقدم خدماته الصحية والوقائية على الشكل المطلوب، مشيرا إلى أن صحة القصيم تدرس إدراج مركز طوارئ متطور لدخنة في الميزانيات المقبلة.