بحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أمس هاتفيا مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي عنان، الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماع مجموعة أصدقاء سورية الذي يعقد اليوم في إسطنبول بمشاركة ممثلين عن 75 دولة عربية وغربية ومتابعة المستجدات في سورية بشكل منسق وبتشاور متواصل. وأكد إردوغان خلال اللقاء على ضرورة الإيفاء بالوعود المقطوعة لكي يؤخذ بمحمل الجد إعلان إدارة دمشق موافقتها على خطة عنان. ومن جهته أوضح عنان أنه على الرغم من عدم مشاركته شخصيا في اجتماع مجموعة أصدقاء سورية، إلا أنه سيرسل وفدا لتمثيله في الاجتماع مبينا أنه سيقدم اليوم لمجلس الأمن الدولي معلومات عن اتصالاته في الشأن السوري. وكان إردوغان قد التقى مع ممثلين عن المعارضة السورية وذلك لدراسة الأوضاع الأخيرة التي تعيشها سورية في ظل تواصل قوات النظام ممارسة كافة أنواع العنف ضد المدنيين.

ومن جانبه اعتبر وزير الخارجية الألماني جويدو فيسترفيليه مشاركته في مؤتمر "أصدقاء سورية" إشارة واضحة للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه أن العالم يدعم الشعب السوري الذي يطالب بحريته ويدعم خطط عنان التي تكمن في سحب النظام السوري فرقه العسكرية من المدن وفسح المجال لمنظمات الإغاثة الدولية لمساعدة ضحايا العنف. وقال وزير الخارجية الألماني في تصريح أمس إن بلاده تدعم خطة عنان وتتعاون بشكل مطلق مع جامعة الدول العربية لمساعدة الشعب السوري في تحقيق طموحاته. وشدد على أن موافقة سورية على الخطة يجب أن تكون نافذة ميدانيا وليست كلاما فقط.

وفي المقابل أكد مستشار لرئيس الوزراء العراقي أن العراق الذي يترأس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية يتجه نحو عدم المشاركة في مؤتمر "أصدقاء سورية". وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة نوري المالكي ردا على سؤال حول موقف العراق من حضور مؤتمر إسطنبول "نريد أن نحافظ على دور الوسيط". وأوضح أن "هذا الدور يتطلب أحيانا عدم المشاركة في هذا المؤتمر أو ذاك حتى نحافظ على موقعنا الفعال في الوساطة والعمل من أجل الوصول إلى حل يحفظ للشعب السوري حقوقه ويحقن دماء السوريين".

وفي دمشق أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أن سورية ستستقبل "قريبا" وفدا تقنيا للتفاوض بين الجانب السوري والأمم المتحدة حول آلية تطبيق خطة المبعوث عنان. وقال مقدسي "إن أبرز خطوة لاحقة هي توقيع البرتوكول الذي ينظم موضوع المراقبين للوصول إلى التهدئة وسورية ستستقبل قريبا وفدا تقنيا للتفاوض بين الجانب السوري والأمم المتحدة على آليات هذا التطبيق".