وضعت بورما أمس اللمسات الأخيرة على التحضيرات للانتخابات الفرعية المرتقبة اليوم، والتي تعتبر حاسمة بالنسبة لتقييم مدى صدق الحكومة في عملية الإصلاح والتي يفترض أن تتيح دخول المعارضة أونج سان سوتشي البرلمان في خطوة تاريخية. والتحضيرات في الكثير من الدوائر الـ45 التي تجري فيها الانتخابات والموزعة في كافة أنحاء البلاد أصبحت منتهية.

وفي مايانجون على سبيل المثال، إحدى الدوائر الست في رانجون التي تجري فيها انتخابات، أصبحت صناديق الاقتراع جاهزة في إحدى المدارس.

وفي بعض المناطق تسود أجواء احتفالات حتى قبل التصويت، بالنسبة لمناصري أونج سان سوتشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام.

وعلى الأرصفة بدا الناس مسرورين للتمكن أخيرا من التعبير بحرية عن رأيهم السياسي. وقبل سنة كان أي حديث علني عن أونج سان سوتشي يعتبر عملا سياسيا خطيرا.

وقام العديد من مناصري المعارضة البورمية الذين ارتدوا قمصانا حمراء اللون والذي يرمز للرابطة الوطنية للديموقراطية، برسم شعار الحزب على وجوههم.

وعبرت أونج سان سوتشي أول من أمس عن أسفها لأن الانتخابات ليست ديموقراطية حقا، مشيرة إلى العديد من المخالفات خلال الحملة الانتخابية. وقالت "إننا مصممون على المضي قدما لأن هذا ما يريده شعبنا"، مؤكدة "لسنا آسفين إطلاقا للمشاركة" في الانتخابات.

وبعد أن أوقفت تنقلاتها قبل بضعة أيام إثر تعرضها لمشاكل صحية طفيفة، غادرت أمس إلى دائرة كاوهمو الريفية التي ترشحت لتمثيلها على بعد حوالى ساعتين من رانجون.

وفي انتظار بدء عمليات التصويت انتشر في شوارع العصب الاقتصادي للبلاد بكثافة بائعو القمصان التي تحمل صورتها مع شعارات متجددة كل الوقت. وكتب على إحدى القمصان الحمراء "علينا أن نفوز" مع صورة أونج سان سوتشي مطبوعة بالأسود.

وقبل بدء عمليات الاقتراع اليوم، دعت الولايات المتحدة إلى إجراء انتخابات "حرة وعادلة" في بورما، مشددة على أن سير الاقتراع الذي سيشرف عليه مراقبون دوليون سيكون له تاثير على العلاقات الثنائية في المستقبل، حسبما أعلنت وزارة الخارجية.