المشاعر والأحاسيس وطريقة التعبير تختلف من شخص لآخر؛ فهناك من يصرح عما يجول بخاطره، سواء أكان شعورا أم رأيا، وهناك من لا يستطيع ذلك، فيبحث عمن يعبر له سواء في كتاب أم مقالة أو حتى تغريدة.

وقد التقط بعض الكتاب ذلك وأصبحوا يعبرون عن مشاعر الآخرين وأفكارهم ويغيبون رأيهم الخاص؛ بمعنى آخر أصبحت بعض المنابر تعبر عما يطلبه القراء، ونسب هذا الرأي لأنفسهم، ويتم ذلك ـ للأسف ـ إرضاء للمتلقي، دون اهتمام بأمانة القلم والكلمة.

الشواهد كثيرة، فهناك من يهاجم لأن الرأي العام يرى ذلك حتى لو كان رأيه الشخصي عكسه.

إثارة الرأي العام نحو توجه معين، ولأهداف إنسانية ونبيلة تفيد المجتمع وتخدم فئات منه، قد تكون منسية أو تعرضت لغياب ما، فتسليط الضوء عليها وإبداء الرأي الصادق الذي يعبر عن كاتبه هو الغاية وهو الذي يبني للمنبر أو للكاتب احتراما لدى المتلقي، واختلاف الآراء أمر صحي ومقبول في العمل الإعلامي، لكن تضارب الآراء الصادرة عن الكاتب نفسه، تبعا لاختلاف المنبر هو الأمر الغريب، كمن يكتب رأيه في صحيفة، أوحتى يعبر عنه في مناسبة اجتماعية، ومن ثم يخالف هذا الرأي في منابر التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك. وقد لاحظنا مؤخرا أن قضايا الرأي العام تناقش، بل وفي بعض الأحيان تخلق في هذه المنابر، لذا يجب على من يعبر عن رأيه، أيا كان، ألا يتغير بتغير الوسيلة، لأن ذلك كفيل بأن يذهب احترام الناس لآرائه، فالسعي وراء الشهرة والنجومية ليس أولى من احترام الشخص لنفسه.

لقد سمعنا عمن يعبر عن رأيه هناك، وباسمه الحقيقي، وعمن ينتحلون الشخصيات ويكتبون آراءهم للإثارة لا غير، ولكن ـ في النهايةـ فإن المتلقي أذكى من ألا يستطيع أن يميز الصادق صاحب الأهدف النبيلة من المتلون.

شئـنا أم أبينا، فإن وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق الإنترنت، باتت مصدرا للخبر وللمعلومة لدى الغالبية من الناس، لذا وجب على من يستخدمها أن يتحمل المسؤولية إن هو أخطأ.