ربما لم تكن الفضائية الكويتية في حوجة إلى عرض أغاني عيد بشكل متتابع, حتى يشعر معها المشاهد أنه في أيام عيد. لم تحتج الفضائية الكويتيه إلى تكديس الأطفال في الشاشة, ولا إلى تكديس الحلويات، ولا إلى نقل لقاءات مباشرة مع الناس، في المنتجعات وملاهي العيد، وأماكن تجمع الناس, حتى تحسسنا أننا في العيد، لأنها أذكى من ذلك.

ما كانت تحتاجه فضائية الكويت، هو إذاعة برنامج يستضيف حياة الفهد وسعاد عبدالله، اللتين لم تجتمعا في الشاشة معاً، منذ زمن لا يقل عن ربع قرن، ووقتها، تأكدنا أن أيام العيد أيام عيد. لقاء مائي، وكبير، وتاريخي، وصيدة كبيرة على أثير إذاعة الكويت، كانت الفضائية الكويتية أولى بتلك الصيدة وأولى بأكل لحم غزالها الشارد من 30 سنة.

عملاقتان، لولاهما لما صار هناك شيء اسمه فن كويتي، أو مسرح كويتي، أو دراما كويتية، أو خمسة أبراج كويتية، 3 في الشارع، واثنان ذهبا لحضور مقابلة تلفزيونية.

من زاوية فنية، سعاد عبدالله وحياة الفهد مثل شريط فيلموغرافي، يكفيك بصوره وتتابعه وأيامه، أن تتعرف على فن الكويت, خارج المكتبات، وخارج البحث في أرشيف الصحف.. وجهاهما تاريخ فني، وجغرافيا وطن.

اللقاء لقاء إمتاع وإشباع وإرجاع، وهو مثل آلة الزمن في أفلام ستيفن سبلبرغ، بمجرد ضغطة زر تنقلك من الحاضر إلى الماضي، على آلة فانتازية، أما آلة الزمن في برنامج سعاد وحياة، فهي آلة حقيقية، لها صوت وصورة وأرقام ومراحل وحكايات. هذا اللقاء، كأنه استضافة كل فناني الكويت منذ 40 سنة في أستوديو واحد مساحته أمتار، حتى لو لم يكونوا فعلا موجودين بأجسامهم، والسبب أنهم سيأتون في تاريخ سعاد وحياة، لأن تاريخهما الفني، تاريخ لفن الكويت، وبحر الكويت، وماء الكويت، وغزو الكويت وتحرير الكويت، ودمع الكويت وضحك الكويت.

ليست المشكلة في خروجهما من الأستديو، بل الغرابة في كيف دخلتا إلى الأستديو دون أن يحمر وجهه معتذراً عن ضيق المكان وضيق التنفس.