كثَّفت الأمم المتحدة من محاولاتها الرامية لتخفيف حدة التوتر بين دولتي السودان على خلفية الاشتباكات الأخيرة بينهما، واقترحت عقد قمة بين رئيسي البلدين عمر البشير وسلفا كير ميارديت طبقاً للموعد الذي اتفق عليه قبل الاعتداء على هجليج في الثالث من إبريل في بلد محايد. وتقوم مبعوثة الأمين العام لجنوب السودان هيلدا جونسون وآخرون بجهود دبلوماسية للحيلولة دون مزيد من التصعيد والعمل على إيجاد حلول للخلافات بين البلدين. كما أكد مسؤولو الأمم المتحدة أن مبعوثين من البلدين سيلتقيان اليوم في العاصمة الإثيوبية للتعهُّد بعدم الانزلاق نحو الحرب. كما يقود الاتحاد الأفريقي جهوداً مماثلة، وقال رئيس مفوضية السلم والأمن بالاتحاد رمضان العمامرة في تصريحات للصحفيين في أعقاب اجتماع حضره مسؤولون في الأمم المتحدة ونائبا وزيري الخارجية في البلدين "ثمة دعوة عامة وتأييد لعقد القمة في أقرب وقت ممكن إن لم يكن في موعدها المقرر، والكل يقر بالأهمية الحاسمة للقاء الزعيمين في الظروف الراهنة".

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أكد أن بلاده تريد حل كل النزاعات مع دولة الجنوب سلمياً وإقامة علاقات جيدة بين البلدين، وأن لدى الخرطوم الرغبة الصادقة في إعادة الأمور إلى طبيعتها ومراعاة مصلحة الشعبين في العيش بسلام. وأكد عزمه المضي قدماً نحو إيجاد تسوية سلمية للقضايا العالقة عبر التفاهم وإقامة تعاون وثيق وعلاقات طيبة مع الدولة الجديدة.

وبدوره عبَّر كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم عن رغبة الجنوب في حسن جوار مع الشمال وقال "نتوقع وقف الأعمال العدائية، وسنوقف القتال الجاري هناك، ونضمن أن لا يتحول إلى حرب بين البلدين". وفي السياق قال نائب وزير دفاع جنوب السودان مجاك أقود إن ما حدث في الأيام الماضية على الحدود مع السودان كان "ضرورات تكتيكية" فرضتها الظروف الواقعية، وأكد أن الحرب ليست سياسة استراتيجية للأمن القومي لبلاده.

من جهة أخرى لقي 381 جندياً يتبعون لقوات اللواء المعتقل قبريال تانج حتفهم بمرض غامض في الجنوب، واشتبه أطباء أميركيون يزورون مستشفى جوبا أن تكون الوفاة نتيجة لسم قاتل، في وقت يرقد فيه 165 آخرون بمستشفى جوبا بذات الأعراض التي أودت بحياة زملائهم.