تؤمن باسمة العنزي أن السعادة لا تكمن في المال أو المنصب، ولكنها تكمن في راحة البال، وترى أن هذه الراحة تتجسد في طمأنينة القلب، وسكينة النفس، والعشرة الحسنة، والاستقرار الأسري.

ولكن العنزي وهي متزوجة وأم لأربعة أطفال تستدرك قائلة "ثمة أمور تبدد راحة البال لدي، ولعل من أهمها عمل زوجي، وكثرة سفراته الخارجية، فهو رجل أعمال كثير التنقلات، يسافر من بلد لآخر، وعلى الرغم من كونه يوفر لنا المال، إلا إنه عجز عن توفير راحة البال لي ولأطفالي الأربعة".

وتابعت بحزن: "كثير من الناس يعتقدون أن المال المصدر الأساس لراحة البال، وها أنا أنشدها كغيري من الناس بالرغم من حالتنا الاقتصادية الجيدة، ويرى بعض أن راحة البال مسألة نسبية، تختلف من شخص لآخر حسب الظروف المحيطة، وثمة آخرون ينظرون إليها على أنها مجرد أحاسيس ومشاعر عابرة.

يقول "فهد" إن راحة البال بالنسبة له هي الحصول على وظيفة تؤمن احتياجات أسرته وإخوته الخمسة الذين لم يكملوا تعليمهم بسبب وفاة والدهم" مؤكدا أنه سيظل يسعى لتحقيق حلمه.

أما "أم ماجد" فقد فارقتها راحة البال منذ فترة طويلة، جراء مراقبتها لزوجها ليل نهار، حيث تقول: "بالنسبة لي أنا على عداء مع راحة البال، ولا يمكن أن أنعم بها إلا في حال التوقف عن مراقبة زوجي في كل لحظة، فهو رجل يتفنن في إرهاقي نفسيا ويجيد فنون المراوغة ويبدو كالطفل الذي يحتاج إلى تذكير وتوجيه باستمرار".

من جانبها أكدت اختصاصية علم النفس حصة الدواس أن راحة البال لا تتحقق إلا في حال التوكل على الله، والرضا بما قسم الله لنا، كذلك التركيز على الذات، ومحاولة التغيير، والتطوير، وترك الانشغال بالآخرين وبما لديهم.

وأضافت أن "راحة البال أمر ينشده الجميع، وهو يتحقق بقدرة الفرد على معالجة المشاكل، وإيمانه بعدم وجود المستحيل، وأيضا بتنظيم الوقت والجهد، والابتعاد عن الفوضى، وألا يفرط الشخص في التفكير بالمجهول".