في الوقت الذي احتجبت فيه منذ نحو 6 أشهر، واجهة جدة البحرية في الكورنيش الأوسط الواقعة بالشق الغربي من المدينة الساحلية لتمارس فيها معدات التطوير تجميل وجه العروس، تتهيأ أجزاء من الشق الشرقي بالمحافظة للاحتجاب، لبدء تنفيذ مشاريع "الحل الدائم" لدرء أخطار السيول.

وبهذه المشاريع التطويرية التي تجعل شرق المدينة يتهيأ للاحتجاب، فإن خط "المنافسة التطويرية" سيطلق جرس السباق بين الشرق والغرب، وسط توقعات لمراقبين بأن يغير هذا المشروع تفاصيل المدينة بشكل جذري.

مدينة الثلاثة آلاف سنة، التي كانت ضمن سور لا تتجاوز مساحته الكيلو متر المربع، يحوي بين جدرانه أربع حارات رئيسية، تستذكر اليوم عبر خط الزمن، تطوير مدينة حاكت التطور "شيئا فشيئا"، حتى وصل بها الحال اليوم لتصبح "ورشة عمل كبيرة" ترسم عبر آلات الحفر والهدم لوحة مختلفة في بنيتها التحتية بشكل عام، يلحظها ساكنوها وعاشقوها من زوار المدينة الحالمة.

جدة عاشت ولا تزال تعيش فكرة التطور المدني، مستذكرة بيتين من قصيدة ابن برحات جدة وصهبتها ومزمارها الشاعر أحمد قنديل، والتي يقول فيها "لك يا جدة في القلب مكان محبب مألوف، طاف فيه صدى الجديدين بالأمس.. ومازالت الحياة تطوف".

تطور المدينة الواقعة في منتصف ساحل البحر الأحمر الشرقي، سيعطي مزيجا من السردية التاريخية التي ستؤرخها مصادر التاريخ المستقبلية، فلن يكون التوثيق قائما على حارات جدة القديمة وتراثها المعروفة بالمنطقة التاريخية، بل ستدخل أيضا غربي وشرقي المدينة في ذلك "السياق التاريخي".

الموسوعة العالمية "ويكيبديا" على شبكة الإنترنت ستغير هي الأخرى من نصوصها العربية التي تتحدث فيه عن جدة بإسهاب وعبر صفحات كثيرة من أن مدينة الصيادين التي أنشأوها تمت إضافة بعد آخر لها، كونها مركزا للمال والأعمال بالمملكة ومرفأ رئيسيا لتصدير البضائع غير النفطية ولاستيراد الاحتياجات المحلية، ومركزا للتطور المتسارع الذي سيزيد من جلب المستثمرين لها للإضافات الاقتصادية التي تصاحب التطوير الحاصل بين أركان الحاضرة الجداوية.