لم تتوقع فنانات قدّمن مسرحية "شختك شختوك" في حائل، أن يقلب أعضاء "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الصورة التي رسمنها في أذهانهن عن "المحتسبين" رأساً على عقب.

واسترعى انتباه الفنانات ما واجهنه من "حسن تعامل" من أفراد هيئة الأمر بالمعروف، خلال إشرافهم على فعاليات "رالي حائل" الذي شمل نشاطات مختلفة لكلا الجنسين، ومنها المسرح النسائي.

وأكدت الفنانات في حديثهن لـ"الوطن"، أن ما لمسنه في أفراد "الهيئة" من إحسان وتعامل راق، كان محل تقديرهن وإعجابهن، وأضفن: "لم نتوقع أن نشاهد هذه الصورة لأفرادها، حيث خالفت تماما ما في أذهاننا".

ويكتمل مشهد التعاون الخلاق بين المؤسسة، متمثلة في "هيئة حائل" وفن المسرح، بالنظر إلى ما تعالجه المسرحية من ظاهرة الاتكال على "الدجل والشعوذة" التي ما زالت نسبة كبيرة من المجتمع العربي تقع في شراكها إلى اليوم، وهو ما تحمله "الهيئة" على عاتقها منذ نشوئها، لمكافحة السحرة والمشعوذين.




(لقد غيروا نظرتنا تجاه "الهيئة") هذا ما قالته الفنانات المشاركات في عرض المسرحية النسائية "شختك شختوك" في حائل على مدى ثلاثة أيام اختتمت أمس.

وأضفن في حديثهن لـ"الوطن": أن ما لسمناه من أفراد الهيئة من إحسان وتعامل راق كان محل تقدير وإعجاب، حيث لم نتوقع أن نشاهد هذه الصورة لأفرادها، التي تخالف تماما ما نحمله في أذهاننا.

ونوهن إلى أن الهيئة بما قدمته من تعاون كبير كانت من عوامل نجاح المسرحية التي بدأت عرضها اليومي على مسرح الأسرة والطفل في حائل، من الثلاثاء المنصرم, وسط حضور وتفاعل نسائي كبير.

الممثلة الكردية لورين عيسى، حديثة العهد بالمسرح السعودي وأول فنانة من كردستان العراق تقف على خشبة مسرح محلي، وصفت تعامل أفراد الهيئة مع طاقم العمل بـ"اللطيف والمهذب جدا، وغير متوقع". وقالت: قام أفراد الهيئة بتسهيل حركتنا من وإلى المسرح، وأحسسنا أنهم إخوة لنا, ولم يعترضوا على حجابهن. وأكدت عيسى أن تعامل أفراد الهيئة نقض الصورة التي تحملها عنهم مما سمعت وقرأت عن تعاملهم الجاف.

وفي شراكة نوعية بين الفن المسرحي والمؤسسة الحكومية ممثلة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعالج مسرحية (شختك شختوك) قضية الإقبال على السحر والشعوذة واللجوء إلى العرافين، لحل مشاكل معينة منها الحمل ومعالجة بعض الأمراض و"الحسد والعين" و"تحقيق حلم الزواج" وغيرها.

وهو ما اشتهرت به "الهيئة" التي تنشط في مكافحة السحر والدجل، وحققت خلال مسيرتها كثيرا من الإنجازات في هذا الاتجاه.

وتجددت مساء أمس مطالب أكاديميات وحاضرات في العروض المسرحية، بتنشيط المسرح النسائي في حائل طوال العام.

من جهتها بينت مخرجة المسرحية رانيا زكي أن مسمى المسرحية (شختك شختوك) كان للدلالة على فنتازيا ولا علاقة له بالمعنى, كون المسرحية تتكلم عن ظاهرة الشعوذة والسحر المنتشرة في الوطن العربي.

وأشارت رانيا إلى أن المجتمع العربي في أي منطقة عربية، مهما بلغ من الوعي، لابد أن تجد بينهم من يؤمن بالكهنة والعرافين لحل مشاكلهم والعلاج من الأمراض وكذلك لعمل وإبطال أعمال السحر والحسد والتداوي من العين، وغيرها، رغم أن العلاج موجود في القرآن الكريم.

المسرحية من سيناريو وحوار أمل حسين وأداء الممثلات: سارة الجابر، وريفان كنعان ومنال عيسى، ولورين عيسى، وسمر فرج.

الفنانة سارة الجابر التي خرجت عن النص كثيرا في العروض راسمة البسمة على وجوه الجمهور, وصفت هذه التجربة بالمشجعة للعمل على تطوير موهبتها.

الفنانة ريفان كنعان قالت "إنها سعيدة بوجودها للمرة الثانية في حائل, مع عرض مسرحي سابق كان قبل شهرين، مشيرة إلى أن الفرق بين المسرحيتين هو أن الأخيرة كانت ضمن فعاليات رالي حائل مما جعل الجمهور أكثر بكثير من المسرحية الأولى"، منوهة إلى أن هذين العملين خلقا علاقة مودة قوية تربطها بحائل وأهلها. من جانبه، أكد عضو الهيئة المكلف بمهرجان الطفل والأسرة بالفعاليات المصاحبة لرالي حائل الدولي، الشيخ سالم جارالله دهش الشمري أن خدمة الزوار والضيوف، يقع في صميم عملهم، وقال: نحن حريصون على النساء من المضايقات سواء من الفنانات المشاركات في العرض المسرحي، أو غيرهن.

وأشار الشيخ سالم الشمري في حديثه لـ"الوطن" بعد العرض الأخير للمسرحية، إلى ما حظيت به ممثلات المسرحية من جماهيرية كانت ستسهم في مضايقتهن أحيانا. وأكد على حفاظهن على تقاليد المنطقة واصافا مشاركتهن بـ"الرسالة التوعوية السامية، التي تأخذ بيد المجتمع إلى الطريق الصحيح"، مضيفا أن أفراد الهيئة يحملون الرسالة السامية ذاتها في الحفاظ على المجتمع بكل الوسائل من أي خلل يؤثر في العقيدة والخلق الإنساني القويم.