لقي 13 شخصاً على الأقل حتفهم في قتال بين قوات الأمن السورية ومعارضين اليوم في حين عقد الزعماء العرب قمة في بغداد للضغط على دمشق من أجل سرعة تنفيذ خطة سلام، قال الرئيس بشار الأسد إنه يمكن أن يقبلها.
وبدا أن الزعماء العرب تراجعوا عن دعوة سابقة للأسد بالتنحي وتسليم السلطة إلى نائب لكنهم ما زالوا منقسمين بشأن كيفية التعامل مع العنف المستمر.
واستبقت سورية التي علقت الجامعة العربية عضويتها في نوفمبر قرارات قمة بغداد بأن قالت أمس إنها سترفض أي مبادرات من القمة وستتعامل مع الدول العربية على أساس ثنائي فقط.
وفي اسطنبول اجتمع ممثلون للمعارضة السورية لمحاولة تسوية نزاعات داخلية عميقة قبل وصول وزراء خارجية دول غربية لحضور مؤتمر "أصدقاء سورية" يوم الأحد لاستكشاف الطريق الذي تتجه إليه الانتفاضة التي بدأت قبل عام ضد حكم الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهي جماعة معارضة مقرها بريطانيا تراقب أعمال العنف في سورية أن ثمانية أفراد من قوات الأمن أصيبوا في اشتباك مع معارضين مسلحين في داعل بمحافظة درعا الجنوبية.
وفي بلدة خربة غزالة التي يحاصرها الجيش وقوات الأمن سمعت أصوات انفجارات مدوية. وفي محافظة حماة الشمالية وقعت قافلة تابعة للجيش في كمين وقتل جنديان. وفي محافظة إدلب قتل 3 أشخاص حين نفذ الجيش غارة في منطقة ريفية شرقي بلدة معرة النعمان.
وأفاد المرصد بوقوع اشتباكات بين الجيش ومعارضين مسلحين قرب بلدة الزبداني على مقربة من الحدود اللبنانية. وفي ريف دمشق سمعت أصوات انفجارات وشوهد دخان يتصاعد من مبنى في بلدة حرستا.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن عقيدين اغتيلا في مدينة حلب الشمالية اليوم.
وقالت الوكالة إن "أربعة إرهابيين يستقلون سيارة سياحية استهدفوا بنيران أسلحتهم العقيدين عبد الكريم الراعي من مرتبات قيادة المنطقة الشمالية وفؤاد شعبان من إدارة التعيينات في منطقة دوار باب الحديد بحلب خلال توجههما إلى عملهما ما أدى إلى استشهادهما".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الذي يحضر اجتماع القمة التي تعقد في بغداد إن قبول الأسد لخطة كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية "خطوة أولى مهمة يمكن أن تجلب نهاية للعنف". واستقبل الغرب قبول الأسد للخطة بشكوك قوية.
وحث بان الأسد على "وضع هذه التعهدات موضع التنفيذ الفوري".
وقالت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أمس أن الأسد "لم يتخذ الخطوات اللازمة لتنفيذ" خطة السلام التي أعدها عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة.
وشددت روسيا والصين الحليفتان الرئيسيتان لسوريا الضغوط على الأسد بتأييدهما خطة عنان مع تلميح غير معلن بأنه إذا تقاعس عن الاستجابة فإنهما قد تكونان على استعداد لتأييد إجراء يتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
لكن روسيا تضغط أيضا على المجلس الوطني السوري المعارض ليقبل رسميا مقترحات عنان التي لا تلبي مطلبه بأن يتنحى الأسد على الفور.
ويقول دبلوماسيون إن من الأفكار المطروحة هو أن تراقب بعثة مراقبة من الأمم المتحدة أي وقف لإطلاق النار يتم التوصل إليه في نهاية الأمر وهي آلية من المرجح أن تحتاج إلى تفويض من مجلس الأمن. وفشلت بعثة مراقبة للجامعة العربية العام الماضي في تحقيق أي فرق في الأزمة.
وتقول الأمم المتحدة أن أكثر من 9000 شخص قتلوا في الانتفاضة ضد حكم الأسد والمستمرة منذ عام. وتقول سورية إن حوالي 3000 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا وتلقي بالمسؤولية على مجموعات "إرهابية".
وبينما تستعد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم للقيام بجهود دبلوماسية جديدة تهدف إلى وقف إراقة الدماء في سورية لا يوجد مؤشر يذكر على أن إدارة الرئيس باراك أوباما مستعدة للخروج على أسلوبها الذي يقوم على عدم التدخل.
وقال مايكل أوهانلون الخبير العسكري بمعهد بروكينجز أن أسلوب حكومة أوباما إزاء الأزمة في سورية التي لديها جيش قوي وتتمتع بموقع استراتيجي بين تركيا وإسرائيل حليفتي الولايات المتحدة سوف يستمر في أن تكون سمته "القلق والتحرك ببطء".