لا يوجد ما هو أجمل من تلك المشاعر التي تولد بداخلنا وكأنها نهر ينتصف الموطن ليروي جفاف القلوب وقحط الكلمات...

تلك المشاعر الوجدانية والارتباط الروحي التي أصبحنا نفتقدها في وقتنا الحاضر بكل معانيها السامية لتحل محلها علاقة باردة شديدة البعد عن العلاقة الإنسانية إلى درجة الرتابة وعدم الاكتراث بالآخر الذي يشكل جزءا من شخصيتنا كبشر... لنرى العكس تماما فلا مشاركة حسية ولا معنوية لا في أفراحنا ولا حتى أحزاننا وكأن أنانية الأنا الكامنة استحوذت على تصرفاتنا لتسيطر على شخصيتنا وتتركنا مسيرين من قبلها..

ليصبح التهميش والتجاهل صفة من صفات الأغلبية منا وكأننا في زمن موت الكلمات وعطش العبارات لنبتلع الأحرف بسطورها المزخرفة بكلمات الإطراء والتشجيع لنرمي بها خلف ظهورنا متجاهلين أهميتها التي ستعود على الآخرين بالنفع والتحفيز...

لنتساءل متجهمين لماذا كل هذا الجفاء اللغوي رغم ثراء الجمل ووفرة الإمكانات قولا وفعلا..

لذا من الواجب علينا أن نكون أسخياء وكرماء ولو بألسنتنا فكم من كلمة حسنةً أذابت الجليد المتراكم في صدورنا ليسيل نهر الصفاء والمحبة وتخضر قلوبنا وتزهر نفوسنا.