أي قلب ذلك الذي يمتلكه بشار الأسد، هل هو قلب إنسان؟ لا أعتقد.. قد يكون قلبا له من اسمه الأخير نصيب.. هذا ما أعتقد. من يستمرئ القتل لـ16 شهرا دون توقف أو هدنة، لتمرير المساعدات للمتضررين، يعني أنه شخص محكوم بشريعة الغاب ويفتقر لأدنى صفات الإنسانية.
القتل في سورية لم يتوقف حتى في نهار الشهر المبارك، بينما يجلس هذا المخلوق مع عائلته عند مغيب شمس كل يوم لتناول ما لذ وطاب من الطعام، هناك في سورية ملايين البشر لا يجدون لقمة يسدون بها رمقهم. هم أساسا تعودوا على الصيام قبل شهر الصيام، فالأزمة الحادة في الغذاء تضرب البلد منذ أشهر، وإذا توفر الحد الأدنى منه يتم تقاسمه بين الآلاف، ومع كل ذلك لا تزال هناك دول تقف على الحياد.
ذهب رمضان وتلاه رمضان، وها هم السوريون وأطفالهم يستقبلون "عيد الفطر" الثاني منذ بدء الأحداث على وقع القنابل وأزيز الطائرات، والمشهد نفسه لم يتغير.
أطفال سورية اليوم يعيشون واقعا يقترب بمأساويته مما عاشه نظراؤهم الصغار في العراق. هناك من فقد أمه وهناك من فقد أباه، وهناك من فقد عائلته بأكملها. وفي المقابل هناك مئات الشهداء من الأطفال طالهم شر كتائب الموت المجاني، وهرعت أرواحهم إلى "الجنة" هربا من واقعهم الذي فرضه عليهم المجتمع الدولي الذي فشل حتى اللحظة في إيجاد حل للأزمة، واكتفى بإدارتها فقط.
مشكلة الدول الكبرى في أزمات منطقتنا تحديدا أنها لا تستفيد من دروس الماضي القريب، فالخلل النفسي الذي أصاب الأطفال طيلة أشهر الأزمة يحتاج لسنوات مثلها لإصلاحها.. فالقصة لن تنتهي مع "كرسي الرئاسة".
أما "بشار" في عيون الأطفال فلم يعد تلك الشخصية الكرتونية التي تهوى جمع العسل، إذ تحول في أذهانهم إلى شخصية مرتبطة بقتل طال آلاف البشر، وتحولت معها الدندنات البريئة إلى نداءات استغاثة لا تسمع؛ مفادها: بشار يا بشار كفَ عن القتل.. دمٌ كما الأنهار في حينا يجري.