بعد عامين من التربع على عرش الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)، غابت الرواية السعودية عن الجائزة التي ذهبت مساء أمس إلى اللبناني ربيع جابر عن روايته "دروز بلغراد.. حكاية حنا يعقوب".

وكانت الجائزة في العامين الماضيين من نصيب عبده خال عن روايته "ترمي بشرر" 2010، تلته رجاء عالم عن "طوق الحمام" في 2011، مناصفة مع المغربي محمد الأشعري عن روايته "القوس والفراشة".

الغياب السعودي عن الجائزة لهذا العام كان محسوما منذ أن خلت القائمة القصيرة للأعمال المرشحة للجائزة المعلنة في يناير الماضي من أي اسم سعودي.

فيما تضمنت القائمة القصيرة لجائزة هذا العام: "العاطل" للمصري ناصر عراق، و"عناق عند جسر بروكلين" للمصري عزالدين شكري فشير، و"شريد المنازل" للبناني جبور الدويهي، و"دروز بلغراد" للبناني ربيع جابر، و"دمية النار" للجزائري بشير مفتي، و"نساء البساتين" للتونسي الحبيب السالمي.

وتتناول "دروز بلغراد" الصادرة عن المركز الثقافي العربي، واقع الحال في لبنان بعد حرب 1860 الأهلية في جبل لبنان، وتحكي قصة رجل مسيحي من بيروت هو "حنا يعقوب"، بائع البيض الذي وضعه قدره في ساعة نحس على أرصفة المرفأ، لتنقلب حياته رأسا على عقب نتيجة حظه السيئ، حيث يتم نفيه واقتياده مع عدد من المقاتلين الدروز بالبحر إلى قلعة بلغراد عند تخوم الإمبراطورية العثمانية، بدلا من شخص أطلق سراحه بعد أن دفع والده رشوة للضابط العثماني، وتسجل الرواية معاناة حنا وبقية السجناء على امتداد 12 سنة من السجن في بلغراد وغيرها من بلاد البلقان. وسبق أن رشح ربيع جابر للجائزة في دورة 2010 عن روايته "أميركا".

وقال رئيس لجنة التحكيم للدورة الحالية من الجائزة جورج طرابيشي "اتفقت لجنة التحكيم بالغالبية وبعد طول نقاش على منح الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الخامسة إلى "دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب" لمؤلفها ربيع جابر، علما بأنه لو كان النظام الداخلي للجائزة يسمح بأن يكون الفائز أكثر من واحد لكنا رشحنا روايات القائمة القصيرة الست كلها لتفوز بالجائزة.

رئيس أمناء الجائزة جوناثان تايلور قال "نفخر بأننا استطعنا على مدى السنوات الخمس الماضية أن نكفل التقدير المعنوي والمكافأة المادية معا للفن الروائي الأدبي المتميز في اللغة العربية. وأنه لمبعث سرور أننا تمكنّا عن طريق الترجمة أن نتيح جمهورا قارئا على مستوى عالمي، ليس فقط للفائزين، وإنما أيضا للعديد من كتّاب القائمة القصيرة".

يذكر أن الجائزة تمنح 10 آلاف دولار لمؤلفي الروايات الست المتنافسة في القائمة القصيرة، إضافة إلى 50 ألف دولار أخرى تكون من نصيب الفائز، والجائزة تقدم بدعم من مؤسسة جائزة بوكر وتمويل مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي.

وتضم لجنة تحكيم الجائزة إضافة إلى جورج طرابيشي، كل من: الصحفي والناقد الأدبي اللبناني مودي بيطار، والأكاديمية والناشطة المصرية في حقوق المرأة البروفيسورة هدى السيد، والكاتبة والأكاديمية القطرية الدكتورة هدى النعيمي، والأكاديمي والمترجم والباحث الإسباني الدكتور جونزالو فيرنانديز باريلا.