اختتمت بجدة أمس، ورشة عمل "التعدي على الأراضي" التي نظمتها إمارة منطقة مكة المكرمة، وشارك فيها ممثلون من لجان مراقبة الأراضي وإزالة التعديات بمختلف إمارات مناطق المملكة، والجهات الحكومية ذات العلاقة.

وخلص المشاركون في الورشة أمس، إلى عدة توصيات جديدة للحد من ظاهرة الاعتداء على الأراضي الحكومية، وتدعم القائمين على مراقبة الأراضي، ولجان إزالة التعديات، مؤكدين في ختام أعمالهم على أن هذه التوصيات سيتم رفعها للجهات ذات العلاقة لاعتمادها وإقرارها قبل وضعها موضع التنفيذ.

وقال عدد من المشاركين في الورشة، إن ممثلي الجهات ذات العلاقة بمراقبة الأراضي، أبدوا تحمسهم للعمل المضني من أجل حماية الأراضي، ووقف التعدي عليها، عبر مشاركات وأوراق عمل قدمت في جلسات الورشة التي استمرت يومين، وتحدث في افتتاحها أمير منطقة مكة المكرمة عن مشكلة التعدي على الأراضي، محملا المشاركين مسؤولية البحث عن آليات جديدة تحقق أهداف المحافظة على أراضي الدولة، لتمكين الجهات الحكومية من إقامة مشاريعها عليها.

إلى ذلك، ناقش المجتمعون خلال الورشة أول من أمس، هوية الأراضي وتنظيمها وإدارتها، والمحافظة عليها، باعتبارها مقدرا وطنيا ومقوما اقتصاديا شرعت الدولة في سن الأنظمة والتعليمات للحفاظ عليها، إدراكا منها بأن وجود مساحات شاغرة سيسهم في تحريك عجلة التنمية الشاملة، سواء كانت تعليمية أو صحيـة أو اجتماعية أو اقتصادية.

وأجمع المشاركون خلال الورشة أمس، على أن مفهوم الأراضي العامة أو الحكومية، هي الأراضي الداخلة في نطاق حدود الدولة الجغرافية وغير المملوكة ملكية خاصة بإحدى الوسائل أو التصرفات التي رتبتها الشريعة الإسلامية، وأن التعدي عليها عن طريق الغش والخداع والاستغلال كالغصب والسرقة والاختلاس والرشوة لا يجوز.

وشددوا خلال الجلسات على أن الاعتداء على الأراضي يعتبر سطوا على حق الغير، فضلا عن كونه إخلالاً بالنظام العام وانتهاكاً للأنظمة والتعليمات وتحدياً لسلطة الدولـة لا سيما أنه لا يتم إلا مصحوبـاً بممارسات سلوكية كالإحـداث في غير أوقـات الـدوام الرسمي وبالتواري عن الأنظـار واستخدام العمالة المخالفة والمتخلفة وإحضار النساء والأطـفال والعجـزة ومنع المختصين من الإزالة والادعـاء بملكيات غير صحيحة وتكرار الشكاوى.

وكشف المجتمعون عن أن أبرز طرق الاستيلاء على الأراضي وفقا لما رصدته لجان المراقبة، هي التسوير والبناء والزراعة والتشبيك وإحاطتها بالعقوم الترابية أو البتر أو اللوحات، وأن بحث أسباب المشكلة وتشخيصها والعوامل التي ساعدت على ظهورها هو بداية صحيحة لمعرفة الحل وتحديد العلاج للقضاء عليها.