أصبحت حديقة الحيوان في مدينة الرياض متنفساً لكثير من سكان وزوار العاصمة من جميع الجنسيات، إذ بلغ عدد الزوار أكثر من 5 آلاف زائر يومياً، مما شكل ضغطاً كبيراً على الاهتمام بنظافة الحديقة "حسب وصف مسؤوليها"، متهمين الزوار بقلة الوعي وعدم الالتزام بنظافة الحديقة وتشويه معالمها.

واتهم المشرف العام على حديقة الحيوان في الرياض المهندس محمد الحواشي زوار الحديقة بتشويهها وعدم التزامهم بالنظافة، مضيفاً أن الحديقة تستقبل 5 آلاف زائر يومياً أي بزيادة 300% من مرتادي المكان خلال الأعوام السابقة، مشيراً إلى أن هذه الزيادة أصبحت تشكل ضغطاً عاليا جداً على الاهتمام بنظافة الحديقة.

وبين الحواشي أنه فرض على الشركة المسؤولة على الصيانة وعمال النظافة زيادة عددهم ليصل عددهم إلى أكثر من 25 عاملاً لاستيعاب هذا الكم الهائل من الزائرين.

وشكا الحواشي من عدم تعاون مرتادي الحديقة مع القوانين المطروحة من قبلهم قائلاً "لا نجد من أغلبهم الالتزام بالقوانين التي أوجدتها الحديقة ومنها عدم إطعام الحيوانات أو الاقتراب من بعض الأقفاص وحتى عدم إلقاء الأطعمة والأوساخ في الأماكن المخصصة للجلوس".

وأضاف الحواشي أنه تردهم كثير من الشكاوى على إهمال إدارة الحديقة بينما الأمر يجب أن يكون اهتماما متبادلا بين الزوار وبينهم، متهماً ثقافة المجتمع بأنها لا تساعدهم على احتواء هذا الإهمال.

ولفت إلى "إن الحديقة قبل أن تفتح أبوابها للزوار تكون في أفضل حالاتها وما أن يبدأ الزوار بالدخول ويصل عددهم قرابة الـ 200 زائر يختلف الوضع تماماً"، مشيراً إلى أن ذلك دليل واضح على عدم تعاون الزوار مع عمال النظافة للمحافظة على نظافة المكان، بالإضافة إلى دورات المياه التي تحتاج إلى إشراف مستمر للمحافظة على نظافتها.

وأكد أن الحديقة ستتفادى بعض الأخطاء في العقد الجديد الـذي ستوقعه خلال العام المقبل مع الشركة المختصة في الصيانة كزيادة عدد عمال النـظافة ومشرفي الـصيانة والمزارعين وغيرها من الأمور التـي ستساهم في إظهارها بصورة أفضل.

واعترف الحواشي بأن أكثر الأماكن إهمالاً لمستوى النظافة في الحديقة هي أقفاص الحيوانات التي امتلأت ببقايا الطعام بعد إلقائها من قبل الأطفال والزوار، قائلاً "إنه من الصعب إشراف عمال النظافة على الأقفاص لسبب وجود الحيوانات لخطرها عليهم"، مشيراً إلى وجود لافتات في كل منطقة تمنع إطعام الحيوانات لكنها لم تمنع مرتادي الحديقة من رمي الأطعمة على الحيوانات مما سبب اتساخ الأقفاص ووجود كثير من بقايا الأوراق والأكواب والطعام في أماكن الجلوس المخصصة.

وعن انتشار الباعة أمام بوابة الحديقة، قال الحواشي "إننا حاولنا منعهم أمام البوابة الرئيسة ولكنهم واصلو تجارتهم في تلك الساحة، وأنهم من المشاكل التي تواجهها الحديقة على الرغم من أن البلدية والأمانة منعتاهم من البيع ولكنهم في كل مرة يعودون وبإصرارهم على مخالفة النظام على الرغم من مكافحتهم"، موضحاً أنها ظاهرة منتشرة في أغلب حدائق الرياض التي لا يمكن السيطرة عليها "حسب قوله".

وفي السياق، تجولت "الوطن" لترصد مدى إقبال مرتادي حديقة الحيوان التي افتتحت منذ عام 1377هـ على مساحة تبلغ 161.000، حيث أصبحت الحدائق من أهم المناطق التي يقصدها سكان العاصمة الرياض وكان "لحديقة الحيوان" النصيب الأكبر في جذب كثير من مرتاديها حيث اجتمعت فيها كل الجنسيات العربية والأجنبية. ومن المفترض أن تكون حديقة الحيوان مكانا ترفيهيا لسكان وزوار المدينة كأحد أهم الأماكن الترفيهية والتعليمية في العاصمة والتي تحتوي على أعداد كبيرة من الحيوانات والطيور والزواحف، وبلغ عدد الحيوانات في الحديقة (1300) تقريباً.

وفي البوابة الرئيسة نجد كثيرا من الزوار ينتظرون في صف طويل لشراء تذاكر الدخول التي تصل للكبار 10 ريالات وللصغار 5 ريالات وخصصت أسعار خاصة لطلاب المدارس بلغت ريالين.

تجولت "الوطن" داخل الحديقة لرصد المشاكل والاقتراحات من قبل الزوار واستوقفت أم عمر"زائرة" التي كانت برفقة زوجها وأولادها حضرت من خارج الرياض، لتقول "إني لم أشهد أي تغير على الرغم من ابتعادي عن الرياض لمدة 7 سنوات"، منتقدة القطار الذي وصفته "بالخردة التاريخية" قائلة "ما زال هذا القطار باقيا منذ طفولتي لم يتغير هذا عدا القطار الآخر المتعطل في الجهة الأخرى".

أما منيرة العتيبي أم لأربعة أطفال قالت إنها تنتظر دورها في صعود القطار منذ ساعة كاملة وتساءلت هل من المعقول أن تباع التذاكر لهؤلاء جميعهم ولا يوجد إلا قطار واحد! مما سبب التزاحم الكبير لركوب القطار دون ترتيب أو تنسيق وقالت إن بعض الأطفال كانوا يجلسون بطريقة خاطئة و خطرة لا تتناسب مع أعمارهم وانتقدت أم الوليد إهمال الأهالي في سبيل ركوب القطار بغض النظر عن سلامة أطفالهم أو سلامتهم.

أما سحر العبد الله قالت إن الحديقة ما زالت محافظة على جمالها إلا أن كثير لم يتعاونوا على المحافظة بهذا المكان واقترحت أن تكون هناك عقوبات على إطعام الحيوانات أو إلقاء الأوساخ حتى يهتم الزوار بنظافة المكان أكثر.