أعلن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ أمس توجههم لإلغاء الدوريات السرية التابعة للهيئة بعد حصرها، في خطوة قال إنها تأتي "وفقا للظروف المتاحة".
وأكد آل الشيخ، عقب افتتاحه في الرياض برنامجا توجيهيا للأعضاء الميدانيين في جهاز الحسبة أن ملاحقة رجال الهيئة لأفراد مخالفين عبر استخدام السيارات في الشوارع "مسألة ستنتهي"، موصيا المواطنين عند تعرضهم للمضايقة من رجال الهيئة، بالذهاب إلى مدير الفرع "فإن لم يتمكن من إنصافهم، فليقدموا شكواهم إلى رئيس الهيئة شخصيا".
وحول قرار السماح للشباب بدخول الأسواق والمجمعات التجارية، قال آل الشيخ إن "قرار المنع المطبق سلفاً يعتبر عملا خاطئا، وبالتالي أوجد مشكلة من لا مشكلة"، مبينا أن الهيئة ليس لديها الحق في منع أي فرد من دخول الأسواق.
تتجه الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى حصر الدوريات السرية التابعة لها، في خطوة قال رئيسها العام الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ إنها تأتي تمهيدا لإلغائها "وفقا للظروف المتاحة". وجاء تصريح آل الشيخ بشأن هذا التوجه، عقب افتتاحه البرنامج التوجيهي الأول للأعضاء الميدانيين في جهاز الحسبة، والذي انطلق في الرياض أمس، ويستمر حتى غد.
وفي تعليقه على قرار السماح للشباب بدخول الأسواق والمجمعات التجارية، قال "قرار المنع المطبق سلفاً يعتبر عملا خاطئا، وبالتالي أوجد مشكلة من لا مشكلة"، مبينا أن الهيئة ليس لديها الحق في منع أي فرد من دخول الأسواق. وأكد آل الشيخ أن رجال الهيئة سيقومون بدورهم في إنكار المنكر داخل الأسواق في حال حدوثه، محملا قلة من الشباب مسؤولية ما يشوب المجمعات التجارية من مشاكل. وبين أن افتعال "مشكلة" منع الشباب من دخول المجمعات التجارية "قرار غير موفق وغير مدروس".
وأكد آل الشيخ، أن عمل الحسبة يعد منظما وليس ارتجاليا، كاشفاً عن أن وجه الإدارة المعنية فيما يتعلق بقضايا السحر والشعوذة، بإقامة ورش عمل لتثقيف وزيادة الجرعات العلمية للتعامل مع آفة السحر بسبب قلة الوازع الديني. وذكر أن رجال الهيئة الميدانيين "لم يتجاوز منهم أحد" التعليمات المنصوص عليها، وتابع قائلاً "لدى الإنسان طاقة فإذا استفز، أو أخطأ في تطبيق أمر من غير قصد ضخ في وسائل الإعلام". وأوصى رجال الإعلام بأن يراعوا حرمة المسلم، مؤكدا أن الإعلام ركن من أركان الحسبة، فيما شدد على أنه عند تعرض أي مواطن للمضايقة من قبل أي من رجال الهيئة، فإنه يذهب إلى مدير الفرع، فإن لم يتمكن من إنصافه، فليقدم شكواه إلى رئيس الهيئة شخصيا، مبينا أن البرنامج التوجيهي للأعضاء الميدانيين جزء من إستراتيجية الهيئة. وبين أن ملاحقة رجال الهيئة لأفراد مخالفين عبر استخدام السيارات في الشوارع مسألة ستنتهي، مشيرا إلى أن بعض الحالات تستدعي قيام أفراد الهيئة بأعمال المطاردة، مثل قضايا الخطف وقضايا الجريمة الكبرى.
وتضمن البرنامج التوجيهي الأول للميدانيين الذي أقامه فرع الرئاسة بالرياض، لقاء مفتوحا لمفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذي بين خلال كلمته أن "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يعد إحسانا للخلق ورحمة بهم. وتابع قائلاً "إن الناس ابتلوا في أنفسهم، وأن المحتسب يخالف أهواء الناس". وذكر المفتي أن المحتسب لابد أن يتعرض للنقد من الأفراد والقدح به، إضافة إلى وصفه بأوصاف منها أنه "رجل جاهل ومتشدد ومتعصب ومتطرف ومغالٍ"، مطالباً الأعضاء بالاستعانة بالصبر على تجاوز تلك المرحلة. كما طالب الأعضاء بعدم ظهور "الشماتة والمضايقة والاستنقاص من الناس والتعالي عليهم"، لافتاً إلى أن المحبة للمسلم تقتضي دلّه على الخير، وتصرف عنه الشر.
وحول آليات النصح التي توجه للمرأة المتبرجة في الأسواق، قال المفتي إن الآمر بالمعروف يأتي على قدر استطاعته وبالنصح، ولابد من أن يشعر المرأة بأن فعلها منكر، وعدم الدخول في النزاع والخصام، فهو أمر غير محمود.
وحول المواقع الإلكترونية التي تبث التفرقة، أوضح آل الشيخ أنها تشكل خطرا كبيرا على المجتمع، ولا يوجد رقيب عليها ومن الصعب حجبها، مهيباً بجهاز الهيئة أن يتواجد في فضاء الشبكة العنكبوتية وأن يقيم الحجة بالحجة. وأشار المفتي إلى أن البلاد تتعرض لهجمات عبر مواقع الإنترنت، إضافة إلى هجمات على ولاة الأمر بسبب التآلف والتعاضد بين أبناء الشعب وقيادتهم، حيث بدؤوا يشنون هجمات على أولياء الأمر في البلاد وعلمائها، مبينا أن الهجمات شملت مناحي الأمن والاقتصاد بقصد تشويه الصورة.
وصاحب البرامج التوجيهي الأول محاضرة بعنوان "أضواء على قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، ألقاها عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق، أكد خلالها على ضرورة قياس أقل المفاسد والقيام بها من قبل رجال الهيئة حتى مع وقوع منكر على المحتسب. واقترح على رجال الهيئة أن يتبنوا تأليف كتاب في مجال القواعد الفقهية المساعدة لعمل المحتسب.