تباينت وجهات النظر حول مشروع تطوير الساحة الشعبية في محافظة خميس مشيط، والذي تم مؤخرا تشكيل لجنة بشأنه بعد اكتشاف مقابر في الساحة.
واعترف عضو بالمجلس المحلي في خميس مشيط - تحتفظ "الوطن" باسمه - بوجود معارضات سابقة لهذا المشروع، مؤكدا أن المجلس كان شبه متفق على عدم التنفيذ، مشيرا إلى أنه تم عمل اجتماع في الإمارة لإعادة النظر في هذا الأمر.
وقال: هدفنا أن يبقى السوق كما هو عليه، مؤكدا أن البلدية كانت مصرة على تنفيذ المشروع، وكانت ترى من وجهة نظرها أنه تحسين لوسط البلد، مؤكدا أن القيمة تبقى للموقع بشكله الحالي.
من جانب آخر، قال إمام وخطيب الجامع الكبير في خميس مشيط الشيخ الداعية أحمد بن محمد الحواشي إن الله تعالى قال في محكم كتابه "ثم أماته فاقبره"، ومن تفسيرها أن الميت إذا وضع في قبره أصبح مالكا لهذه البقعة، وهذا أعظم من صك شرعي لحي يرزق في بيته. وأضاف الحواشي أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال "لأن يجلس أحدكم على جمرة وتحرق ثيابه فتخلس إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر" رواه مسلم.
وقال إنه ينبغي أن يعلم الجميع بعد هذه النصوص العظيمة من الله الذي يملك الدنيا والآخرة ومن رسوله عليه الصلاة والسلام أنه لا يجوز أن يعتدى على ميت في قبره. وأكد الحواشي أنه ليس ضد قيام المشروع، ولكنه ضد انتهاك حرمة الموتى، وتساءل: أي بركة لأهل السوق يرجونها من خلال انتهاك مقابر الموتى؟. وأضاف: نصيحتي لهم إن أرادوا خيرا في بيعهم وشرائهم وتجارتهم أن يحترموا حرمة المقابر.
من جانبه، أوضح رئيس بلدية خميس مشيط الدكتور عبدالله الزهراني، أن هناك لجنة تم تشكيلها من قبل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، بشأن ساحة وسط خميس مشيط، وأن اللجنة وقفت على الموقع وتم التحفظ على الجزء المشتبه في كونه مقابر، وأن اللجنة سترفع للمفتي بذلك.
وأشار إلى أن الأمر يتوقف على رأي المفتي إن أمر بنقلها فسيتم نقلها إلى مقبرة أخرى، وإن رآى بقاءها، فسوف يتم التحفظ عليها وتسويرها بالشكل المناسب.
وبين الزهراني أنه ليس لديه علم مسبق بأي فتوى تجاه ذلك.وقال إن موضوع المقبرة السابقة ليس حوله شيء يمس المقبرة، فالمقبرة مسورة من زمن ومحافظ عليها. وأضاف أن المشروع قائم ومستمر ويخدم العامة، وهو مشروع تنموي يخدم وسط المدينة ويعطيها صورة جميلة وواجهة مميزة، مؤكدا أن البلدية من أحرص الجهات على المقابر. وقال:نبحث عن المقابر في القرى والمدن ونقوم بتسويرها حفاظا على حرمة الأموات.
من جانبه، قال رئيس لجنة الأهالي في محافظة خميس مشيط عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط إن المشروع القائم مشروع تنموي يخدم وسط المحافظة، كما أنه سيحد من سيول الأمطار المتجمعة في وسط الساحة بحيث تتجه الى الكوبري الجنوبي ومن ثم إلى الوادي حسب رؤية رئيس البلدية، مؤكدا أن المشروع تأخر كثيرا.
وأضاف ابن مشيط أن المشروع يقبع في موقع يستفيد منه العامة من الناس ويخدم المواطنين والسياح والزوار لاسيما أن
هناك أسواقا محيطة بالساحة من ضمنها سوق الحرفيين "رجال ونساء" وسوق الجمعية الخيرية، لذا من المهم جدا إنجاز هذا المشروع الحيوي.
وعما أثير حول المقبرة، قال ابن مشيط: هي على طبيعتها وبعيدة عن المشروع القائم ومحاطة بسور وتحظى بعناية واهتمام.