زحام الفضائيات قضى على كثير من الأعمال الفنية التي كانت من الأعلى مشاهدةً العام الماضي، واستمرت هذا العام طمعاً بزيادة الأرباح على إرث الماضي، مثل "بنات الجامعة" و"هوامير الصحراء" و"صبايا" و"هشتقة".
.. وضخامة الأعمال الفنية وكثرتها، تحتاج مساحة أوسع للنقد الفني للتقويم والتصحيح والتشجيع والتقدير. وفي مساحة قصيرة جداً "هنا" سأقدم جردة حساب لمشاهداتي.
لم يكن عمل "واي فاي" مسلسلاً بقدر ما كان فواصل كوميدية ترفيهية تحمل نقداً لاذعاً لظواهر اجتماعية في الواقع الخليجي، مطعمة بالتقليد الساخر لأغان وبرامج تلفزيونية وشخصيات ومقاطع "يوتيوب"، فشل فيه البعض، ونجح فيه الممثل الصاعد "أسعد الزهراني" الذي تجاوز النجوم، والوجه الجديد "عبدالمحسن الخريصي" الذي جاء من "يوتيوب" والكاسيت ليقدم شخصيتين رائعتين، إحداهما "أبو عبيد" المسن الشمالي، والأخرى "جعر" اليمني، فنجح في مسلسل مليء بالنجوم الكبار.
أما يحيي الفخراني فيرفض أن يمضي دون أن يضع له بصمة في رمضان، وكان هذا العام في عمله الممتع "الخواجة عبدالقادر" مبدعاً في أداء شخصيته باقتدار لا يستغرب على الفخراني الطبيب الذي ينصهر في الدور فيحيل التمثيل لحقيقة، ويكفي أن تقرأ ما كتبه الشاعر والناقد "فهد عافت" عنه لتعرف إبداعه.
ونذهب إلى الإعلامي فهد السعوي الذي أعاد لـ"الحوار بقيته" وحجز وقتاً ثمينا على شاشة MBC المزحومة، ونجح في دمج الإعلام التقليدي والجديد في حوارٍ راق، بإعداد جميل قاده "صالح الفوزان"، والمستشار الإعلامي "أحمد الفهيد".
وأخيرا: في كل رمضان يثبت الشيخ "مشاري الخراز" أنه يحمل الكثير ليقوله في دقائق قليلة يأسر فيها الكثير بإبداع في العرض والإلقاء، ينقل فيه التوجيه والإرشاد لأساليب حديثة محببة للنفس ومؤثرة فيها، كان آخرها هذا العام برنامج "أجمل نظرة في حياتك".