حياة كل منا هي امتياز وهبه الله له وحده، وزين حياتنا بأحبابنا والناس من حولنا، كتب الله لنا أن نكون زملاء في هذه المساحة من التاريخ على هذا التراب الطاهر من الجغرافيا.
ولأن نفوسنا هي لله وإليه ترجع فقد أرشدنا هو أن نحافظ عليها ونحميها وألا نلقي بها إلى التهلكة وألا نقتلها، بل هو تعالى جعل قتل نفس واحدة بلا سبب مستحق كقتل الناس جميعا، كإنهاء الوجود البشري كله من الدنيا.
نفسي هي مسؤوليتي ومسؤوليتك، كما أن نفسك مسؤوليتك ومسؤوليتي. كلنا نردد هذا الكلام لكن في الواقع أنا لا أفعل ما يجب لحمايتي وحمايتك وأنت مثلي، وشاع في ثقافتنا وسلوكنا ألا نبالغ في الاهتمام بما اهتم به الخالق سبحانه حين ساوى النفس بالوجود البشري كله وأنزل غضبه ولعنته هو وملائكته وخلقه على من أنهى حياة نفس بلا حق.
هذا النوع المميت من خطأ التقدير يقع فيه كثير منا، مواطنا ومسؤولا. قبل شهر وقع حادث بلجرشي وتشارك فيه الضحية والمسؤول، كل بنصيبه، وقبل أيام وقع حادث غرق شابين في وادي جيزان وبنفس خطأ التقدير شارك فيه الضحايا والمسؤول كل بنصيبه.
أمس لقي مواطن مقتله في محافظة الحرث بجيزان وجاء في تصريح المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة أن الدوريات الأمنية "استوقفت سيارة من نوع "كامري"، إلا أن قائدها لم يتوقف، وقامت الدورية بإطلاق طلقات تحذيرية، واستقرت إحدى الطلقات في رأس السائق، مما أدى إلى وفاته، لافتاً إلى أنه اتضح أن السيارة معدة لعمليات التهريب، وأنه قد تمت إزالة المراتب الخلفية"
ليس معه أي مهربات لكنه، وكعادتنا في خطأ التقدير والمجازفة بالنفس، لم يتوقف عندما استوقفته الدورية.
الدورية أيضا لم تجد تصرفا أسهل من طلقات تحذيرية استقرت إحداها في رأس السائق؟!.
يا قوم، حياتنا حقنا الأعلى الذي منحنا الله، ألا تستحق منا أن نسنّ لها كل تنظيم بالغ الصرامة ليحميها فنستمتع بها جميعا ويستمتع بنا أحبابنا وناسنا ووطننا؟!