يحتاج الإنسان في كل خطوة من خطواته في هذه الحياة إلى أن يخطط لهدفه بأخلاق وشرف ومروءة، ومن الضرورة أن تكون هناك خطة بديلة، لأن الاعتماد على خطة واحدة قد يؤدي إلى الإحباط ـ إن لم تنجح ـ فوجود خطة بديلة يخفف من الإحساس بالفشل، بل قد يؤدي ـ مع الأمل في الله ـ إلى التحفيز على الإصرار في تحقيق المقصد أو الهدف المحدد وبطريقة إيجابية، ولئلا يصبح الإنسان أسيرا لاتجاه واحد فقط.

عندما يكون الانسان في لحظة اتخاذ قرار مصيري ومهم في حياته، أو قرار متعلق بمن حوله تنتابه لحظات بحث وتردد وتتنازعة أكثر من حالة.

إن شجاعة اتخاذ القرار الصعب تحتاج إلى تروٍّ ودراسة، ومواصفات خاصة بمتخذ القرار، سواء أكان القرار شخصيا، أم قرارا عاما يتعلق بمصلحة عامة، كأن يكون مسؤولا مثلا، فيجب أن يستطيع ترويض عقله ونفسه، ويقوم باستصدار قرارات مدروسة، عندها لن يشعر في أي لحظة بالندم، لأنه أعطى نفسه فرصة التمهل دون الاستعجال.

إذا كانت النوايا حسنة، فرغم الصعوبات ستكون ولادة القرار سليمة، خاصة إذا غلبت المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. والشجاع من يستطيع اتخاذ قرار نفسه بحياد تام، وهذه مهمة صعبة جدا، لأنه ـ في واقع الحياة ـ يكون من الصعب القبول بكل ما يطرح، ولأن هناك من يفكر ويختلف، لذلك ليس كل إنسان قادرا على شرح وجهة نظره ومسببات اتخاذه لقرار معين، مهما كانت النوايا حسنة، فتوافر النية الطيبة وحسن الظن ـ مع الأسف ـ لاتكون موجودة في كل الأحوال عند البعض.

من يطرح وجهة نظره بوضوح وشفافية وضمير وصدق ينتهي دوره، وليس عليه أن يفترض أن الآخرين قد لايدركون حقيقة ما يقصده، فهذه مشكلة الأطراف الأخرى، لأن المقياس الحقيقي هو راحة النفس والضمير فقط، أما الاستمرار في التبريرلأطراف قدمت سوء النية فلا داعي له.

لا يُحمِّل الله نفسا إلا وسعها، والإصرار على التوضيح والشرح لمسببات قرار ما، أو لوجهة النظر عموما، هو ضعف، وما دامت النوايا منذ البداية صادقة فإن الصبر فيها جميل.