حصة التربية الفنية في قطاع تعليم البنات تقوم بتدريسها ثلة من المعلمات من تخصصات مختلفة مثل الرياضيات والعلوم، ويسند الإشراف التربوي على المعلمات اللاتي يقمن بتدريس تلك المادة لمشرفات تخصصهن اقتصاد وتدبير منزلي، ويتزامن ذلك مع طرح الوزارة منهج "التربية الفنية" بحلة جديدة، ولا أدري ما العلاقة بينها و التدبير المنزلي والاقتصاد إلا إذا كان هناك طبخات يتم تعليقها على جدران المدارس كلوحة تشكيلية فنية رائعة وعلم لم يكتشفه إلا نحن!

كذلك وفي الآونة الأخيرة كثر الحديث عن التشكيلات الإشرافية وتنوعها، ولكن ما أريد تدوير البوصلة نحوه هو المشرفات التربويات في قطاع تعليم البنات، فالأغلب الأعم منهن لا يحملن سوى دبلوم معهد إعداد المعلمات، ويتعاملن مع معلمات الكثير منهن يحملن الماجستير في تخصصاتهن، وخير دليل فضيحة تعليم المدينة والأمر ينسحب على الإدارات الأخرى فماذا ستكون المخرجات؟!

أمر آخر يتعلق بالملل الذي يتسرب إلى نفوس الطلبة من كلا الجنسين وهم قابعون على الكراسي والطاولات الخشبية طيلة 6 ساعات دراسية، يتخللها نصف ساعة للإفطار والترويح التقليدي، ولسان حالهم يقول أين الـ100 نادٍ التي تبخرت بين عشية وضحاها؟ أين ميزانية النشاط اللاصفي؟ ونقول لهم لم يأت بعد الإفراج عن القلم الأحمر عليكم بالانتظار!

برامج دمج طلاب التربية الخاصة المنتشرة في أرجاء مدارس التعليم العام في مملكتنا الحبيبة لا تنعم إلا بالنذر اليسير من المناشط اللاصفية، وكذلك الوسائل التعليمية التي ترسل من قبل الإدارة العامة للتربية الخاصة بالوزارة، ويتم اختزالها من قبل إدارات التعليم "المستودعات" وكأنها ضمن الممتلكات الشخصية، بل تعدى نظام الوصاية إلى احتكار الدورات في أقسام إدارات التعليم وتجاهل الميدان التربوي الذي هو بحاجة ماسة للتطوير.

هناك أيضا مباني المدارس الحكومية بأجسامها الخرسانية الشاهقة والتي لا بد أن يعاد النظر في هندسة تصميمها، فالزمان والأجيال كلها مفردات طالها الاختلاف عما كان في السابق، ولنا في مدارس أرامكو أنموذجاً حياً تقف أمامها وأنت في برهة من العجب بداية من التصميم ذي الطابق الأحادي المتفرعة منه الفصول الدراسية والمعامل وصولا إلى أماكن اللعب الأخاذة و"كشكات" تناول الوجبات، والأجمل هو نظام صيانة مرافق المدارس، حتى سبورات الفصول يتولون نظافتها!

وأخيرا فالجميع يعلم أن هناك بعض من إدارت التعليم إن لم يكن غالبيتها تزحف تحت نفقي الواسطة والمحسوبية في اختيار القيادات التربوية والكوادر الإشرافية، بناء على توصية من صديق مقرب أو مسؤول مرسل!.