أكد خبراء أن "الجنود التائهين" أو "الذئاب المنفردة" كما يلقب الشبان الفرنسيون المنتمون لشبكة القاعدة الذين تدربوا في باكستان وأفغانستان مثل محمد مراح منفذ هجمات تولوز جنوب غرب فرنسا، لا يتجاوز عددهم "بضع عشرات" وهم يخضعون لمراقبة شديدة. وكانت أجهزة مكافحة التجسس ترصد منذ سنوات الشاب الفرنسي من أصل جزائري (23 سنة) الذي يشتبه بأنه من قتل ثلاثة عسكريين وأربعة يهود في منطقة تولوز، لكنها اعتبرت أن مجموعته السلفية المتشددة لا تشكل خطرا محدقا حسب وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان. ويرى لوي كابريولي المسؤول السابق بالمديرية الفرنسية لمراقبة الأراضي أن نموذج الجهاديين معروف منذ نحو 15 سنة "أنهم أحيانا من المجرمين الصغار الذين ينتقلون إلى السلفية".
وأضاف أنه إذا كان محمد مراح أقام مرارا في أفغانستان وباكستان "فلا بد أن يكون استفاد من شبكات للتوجه إلى هناك" مؤكدا أنه "ربما كان أيضا من الذئاب المنفردة".
وقدرت أجهزة الاستخبارات الغربية مؤخرا بـ "بضع عشرات" عدد العائدين من المناطق القبلية على الحدود الأفغانية الباكستانية، وبينهم بضعة فرنسيين، وهم يخضعون لمراقبة مشددة. لكن انتقال هؤلاء إلى القيام بعمليات ما زال يعتبر أكبر خطر يشكلونه.
وصرح مسؤول بمكافحة الإرهاب أنه "منذ ستة أشهر رحل كل الشبان الفرنسيين تقريبا الذين كانوا في باكستان، وكانوا ما بين عشرين إلى ثلاثين، من أصل مغاربي أو من الذين اعتنقوا الإسلام، لكن اليوم لم يبق هناك أحد منهم تقريبا".
ويرى الباحث دومينيك توما المتخصص في التيارات الإسلامية المتطرفة في المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية أن "طريقة التحرك واللوجستية التي استعملها ذلك الشاب تدل على أن إمكانياته محدودة وأنه لا ينتمي إلى شبكة على ما يبدو".
وأضاف الباحث الذي يصف محمد مراح بأنه إرهابي منفرد أن "اختيار أهدافه ينم عن ارتجال رغم أنه فعل ذلك بطريقة مدروسة"، مؤكدا أن إعلان الشاب انتماءه للقاعدة "ليس أمرا ذا دلالة خاصة" لأن "أي أحد يمكن أن يعلن الانتماء إلى القاعدة" مشيرا إلى أن بعض الفرنسيين يتوجهون إلى باكستان، عبر شبكات، "لتعميق انتمائهم إلى التيار السلفي" أو "للتدريب العسكري" في معسكرات أفغانستان.