أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن مجلس الأمن بعث برسالة واضحة إلى سورية لإنهاء العنف والدعوة إلى بدء حوار بين الحكومة والمعارضة، فيما رأت المعارضة أن البيان الرئاسي لمجلس الأمن يعطي نظام بشار الأسد فرصة إضافية للقتل. وقال بان في كلمة ألقاها في العاصمة الماليزية كوالا لمبور "بتعبيرات واضحة لا لبس فيها دعا مجلس الأمن إلى إنهاء فوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان". وأضاف "أنه طالب بالوصول الآمن للهيئات الإنسانية وحوار سياسي شامل بين حكومة دمشق وكل أطياف المعارضة".
واعتبر عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار أمس أن البيان الرئاسي الذي صدر أول من أمس عن مجلس الأمن "في ظل استمرار عمليات القتل التي تقوم بها قوات بشار الأسد، يعطيه فرصة إضافية للاستمرار في سياسة القمع في محاولة لإنهاء ثورة الشعب السوري". ورأى أن المطلوب من مجلس الأمن "قرارات رادعة وحاسمة للنظام يكون جوهرها وقف عمليات القتل المستمر التي ترتكبها قوات الأسد". وقال نشار "نعتقد أنه على بشار أن يتنحى ليفتح الباب أمام حلول سياسية تجنب سورية كارثة الحرب الأهلية التي بدأت تلوح في الأفق". وأضاف أن "سياسة القتل التي يتبعها النظام تؤدي إلى تسلح الشعب للدفاع عن نفسه وهو حق مشروع، ولكن هذا سوف يؤدي إلى عسكرة الثورة وربما أسلمتها".
وفي باريس أعرب وزير الخارجية الفرنسي جوبيه عن أمله في أن يتيح بيان مجلس الأمن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية مشيرا إلى "حلحلة" في الموقف الروسي من المسالة. وقال جوبيه لإذاعة أوروبا-1 إن "الموقف الروسي شهد حلحلة لأننا تمكنا أخيرا من تبني نص بالإجماع في مجلس الأمن سيتيح لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أن يحصل على وقف لإطلاق النار وأنتم تعلمون أن فرنسا في طليعة الدول الملتزمة في القضية".
وفي سياق متصل أكدت مصادر قريبة من السلطات السورية ومعارضة الداخل أن الوفد الفني المساعد لعنان غادر دمشق في وقت متأخر من مساء أول من أمس. وقالت المصادر أمس إن الوفد غادر بعد محادثات مع السلطات المحلية وأطياف من معارضة الداخل تركزت في مجملها على كيفية التوصل إلى وقف للعنف وسحب قوات النظام السوري من المدن والبلدات وعودة الجيش إلى ثكناته وكذلك وقف العنف تمهيدا للشروع في عملية سياسية تجنب البلاد المزيد من الفوضى أو الانجرار إلى حرب طائفية.