في غير دولة أجنبية، يضع الناس لحارس الأمن ـ السكيورتي ـ ألف اعتبار.. أقلها أن لديه من المكانة ما يجعله في مصاف رجل الأمن الحقيقي..

ولذلك فالناس هناك ـ ونحن على رأس القائمة حينما نكون هناك ـ يقيمون للسكيورتي وزناً من احترام!

الرجل له سلطة قانونية ولديه امتيازات وبدلات وراتب مرتفع ويحظى باهتمام كبير من المؤسسات المشغلة، والمؤسسات المستفيدة أيضاً..

وفي بلادنا لا أشفق على أحد قدر شفقتي على رجال الحراسات.. على الرغم من كون رجل الحراسات المدنية يعتبر مساندا لرجل الأمن الحكومي.. وعمله لا يقل أهمية عنه أبداً.. يقفون عند بوابات المجمعات التجارية والبنوك والشركات والمستشفيات، في كل الأوقات والفصول.. سواء كانت درجة الحرارة خمسين درجة أم منخفضة حد التجمد.. يعملون دون إجازات تذكر.. عمل شاق ومضنٍ.. ساعات طويلة متواصلة في مواجهة الجمهور على اختلاف شرائحه.. وما يكتنف ذلك من إحراجات أو إهانات أو صعوبات، أو أي مخاطر محتملة لا سمح الله.

ولذلك حينما نسمع عن عزوف الشباب السعودي عن العمل في الحراسات الأمنية فيجب ألا نلومهم.. اللوم يقع على عاتق الشركات التي قامت بـ"تطفيشهم" بواسطة هذه المميزات والرواتب المتدنية..!

شر البلية ما يضحك: كيف لنا أن نتخيل شعور حارس أمن براتب 1500 ريال، وهو يحرس بنكا يحوي ملايين الريالات؟!

على أي حال البلد يشهد مرحلة نمو كبيرة بحمد الله، في القطاعات الصناعية والتجارية والحكومية، وهذا يعني ببساطة تضاعف الحاجة لرجال الحراسات المدنية. السؤال: من أين سنأتي بهؤلاء في ظل هذه الحوافز المخجلة؟ من الذي باستطاعته ـ في هذا الزمن ـ العيش براتب 1500 ريال؟

المشكلة قادمة.. فهل سندفنها كالعادة، وننتظر موعد ظهورها على السطح، أم سنبدأ في رسم الحلول من الآن؟