وسط ارتياح في أوساط الشباب، وتحفظ حذر من العائلات، استقبلت المجمعات التجارية قرار أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز، بالسماح لـ"العزاب" بدخول الأسواق التجارية، في ظل تباين الآراء في أول أيام تطبيق القرار، حيث استجابت بعض الأسواق والمجمّعات التجاريّة، فيما لم يشرع البعض الآخر في تطبيقه حتى الآن.
وأظهرت جولة قامت بها "الوطن" عصر أمس، تطبيق القرار في بعض الأسواق التي فتحت أبوابها للشباب العزاب فيما واصلت مجمعات أخرى منعهم من الدخول بحجّة عدم وصول توجيهات من إدارات تلك المجمعات بالسماح بدخولهم، وبدا واضحا تركيز بعض حراس الأمن على الشباب خاصة أولئك الذين يرتدون ملابس قصيرة "برمودا" ويستخدمون بعض التقليعات الغريبة إلا أن المنع يتم بطريقة حضاريّة حيث يوضّحون لهم بأن التعليمات تمنع دخولهم بتلك الملابس ويمكن العودة في أوقات أخرى بملابسهم العادية وسيسمح بدخولهم.
المراقبة بالكاميرات
وفي أحد المجمعات التجارية شمال شرق الرياض تم رصد عدد من الشباب وهم يتسوقون بشكل اعتيادي بعد السماح بدخولهم دون وجود أي مخالفات تذكر، كما أكده أحد العاملين في مراقبة المتسوّقين، والذي أشار إلى أن المجمع سمح بدخول الشباب عقب صدور القرار، مشيرا إلى أنهم سابقا كانوا يمنعون دخول الشباب فقط في أوقات الذروة والإجازات.
وبين أن المجمّع يخضع للمراقبة بالكاميرات على مدار الساعة ويعلم الزبائن بأنهم مراقبون بتلك الكاميرات وبالتالي لا تحدث أي مخالفات وإن حدثت كالمعاكسات والمضايقات فهي محدودة ويتم التعامل معها في حينها.
ووجد القرار أصداء إيجابيّة وسط الشباب الذين رأوا أن منعهم في السابق كان غير مبرّر وجاء بجريرة حالات نادرة من الشباب المعاكسين دون أن يكون للآخرين أي ذنب، فيما وجد القرار بعض التخوّف من العائلات الذين طالبوا بتكثيف الرقابة وتغليظ العقوبات لمنع أي تجاوزات تصدر من الشباب حين ارتيادهم الأسواق والمجمعات التجارية.
وقال الشاب نايف الشهري، إن القرار انتصر للشباب الذين كانوا مطاردين ومحرومين من أبسط حقوقهم في دخول الأسواق التي قد تكون الخيار الوحيد لقضاء وقت فراغهم في مدينة كالرياض يندر وجود متنفس للشباب فيها، مشيرا إلى أنه يجب ألا تعمم بعض السلوكيات الخاطئة التي تصدر من بعض الشباب فهناك كثير منهم يدخلون للأسواق للتسوّق وتناول المأكولات والمشروبات في مطاعمها ومقاهيها دون ارتكاب أي مخالفات.
لسنا "ذئابا بشرية"
وأشار الشباب سعيد القحطاني وعبدالرحمن السعيد وفهد القرشي إلى أن بعض الجهات صوّرت الشباب وكأنهم "ذئاب بشريّة" لتكون مبررا لمنعهم من الاستمتاع بأوقاتهم وحقوقهم ومن ضمنها التسوّق ، لافتين إلى أن كثيرا من الأسواق والمجمعات التجارية تخضع للمراقبة الأمنية بشريا وإلكترونيا عبر كاميرات المراقبة وبالتالي لن يكون هناك أي مخالفات تذكر من الشباب وإن حدثت فهناك أنظمة وقوانين تتخذ بحقهم، منوهين إلى أن بعض الشباب كانوا في السابق يتحايلون للدخول للمجمعات ويرتكبون مخالفات على طريقة "كل ممنوع مرغوب" لكن بعد تطبيق هذا القرار سيكون الوضع اعتياديا ومع مرور الوقت ستنخفض هذه التصرفات والسلوكيات الخاطئة.
وقال المواطن سعود الشيباني، إن السماح المطلق بدخول الشباب للمجمعات التجاريّة بملابس وتقليعات خادشة وعلى شكل تجمعات له سلبيات عديدة قد تقلق العائلات داخل الأسواق، والعكس صحيح حينما يكون الشباب على قدر كبير من الوعي واحترام خصوصيات الناس، مقترحا تكثيف الرقابة على هؤلاء الشباب للحد من السلوكيات الخاطئة التي قد ترتكب كالمعاكسات ومضايقة المتسوّقات.
يذكر أن أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز وجّه أول من أمس بعدم منع الشباب العزاب من دخول الأسواق والمجمعات التجارية تقديراً لهذه الفئة الغالية من أبناء الوطن وبناءً على ما نصت عليه التعليمات السابقة التي قضت بعدم المنع، على أن يقتصر المنع على من تلاحظ عليه مخالفات تمس الآداب أو الأخلاق أو الذوق العام أو الأنظمة وتضمن التوجيه التأكيد على الجهات المختصة بمتابعة كل من تصدر منه مخالفات أو التعدي على حريات الآخرين وتطبيق الأنظمة والتعليمات بحقه.