يجمع "جاليري نبض" في العاصمة الأردنية عمان، الذي يختتم في 18 أبريل، أعمالا فنية قد لا تشاهدها إلا في الشوارع، وبالتحديد على الشاحنات.
ويعرض "جاليري نبض" قطعا فنية يدوية لحرفيي الرسم على الشاحنات، إضافة إلى مطرزات يدوية قديمة من باكستان، وذلك من خلال معرض "فن الرسم على الشاحنات الشعبي من باكستان".
يستخدم فن الرسم على الشاحنات مواد مختلفة، كالخشب والمعدن والصلب، والأشرطة الانعكاسية وصفائح بلاستيكية مضيئة، والنتيجة هي مجموعة من القطع الفنية المزخرفة ذات الوظائف المحددة، والتي تشمل المصابيح والأكواب والأواني والأباريق والصناديق، فضلا عن أوعية للري والسطول.
مؤسسة هذا المشروع أنجوم رانا أوضحت أن الهدف منه هو منع اندثار هذا الشكل الفني، وتوليد الاحترام لهذه المهنة، علاوة على خلق مكافآت لأساتذة ورواد هذا الفن المتنوع الألوان، والذين يعيشون على دخولات ضئيلة.
وقالت رانا إن هذا الفن ولد في منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم، وكان ميناء كراتشي الباكستاني يرسل بضائع إلى المناطق الشمالية من البلاد وإلى أفغانستان، وبما أن الرحلة الواحدة تستغرق ستة أشهر، وذلك يتطلب من السائقين أن يقيموا بعيدا عن منازلهم لمدد طويلة من الزمن، أصبحت الشاحنة مسكناً لهم، فابتدؤوا يصبون نشاطهم ومهاراتهم الفنية لتجميلها في سبيل جعلها "مسكنا" جميلا، وشرعوا في تزيين شاحناتهم بالدهان، والزخارف الحديدية ومواد أخرى وأصبح التقليد لاحقاً نمطاً رائجاً.
وأضافت أن الطبيعة المثالية في المناطق الشمالية ووادي سوات، التي تتميز بالطرق الجبلية والأشجار الشاهقة صارت تشكل المساكن التي تركها كثير من السائقين، وبينما كانوا يشقون طريقهم في الجبال الخطرة من المرفأ حتى أفغانستان وبيشاور، كان يتم رسم هذه المشاهد الطبيعية، والنساء المحجبات باستحياء، والدواب والأبطال السياسيين على الشاحنات.
وأشارت إلى أن من يحب هذا الفن عدد قليل جدا من السياح والمغتربين إذ يعتبر فنا مزخرفا إلى حد مبالغ فيه من قبل النخبة في باكستان، ولكن الناس بدؤوا تدريجيا بالاهتمام به حتى أصبح أسلوبا تعبيريا مقبولا في البلاد.
أنجوم رانا، هي مؤسِسة مشروع الرسم على الشاحنات القبلي، وهذه المؤسسة منظمة خيرية ساعدت فن الرسم على الشاحنات من باكستان أن يصبح جزءا من الاتجاه السائد، تقدم هذه المنظمة مكانا لحرفيي هذا الرسم للقيام بالرسم وبيع أعمالهم الفنية، ونتيجة لذلك ساعدت على الحفاظ والترويج لهذا الفن الفطري والمتفرد، والذي يشكل جزءا من ثقافة باكستان التقليدية، في عام 2008 شاركت أنجوم رانا في مسابقة حرف وقدمت شاحنة مصغرة قام بصنعها أحد حرفيي هذا الفن، فحازت على جائزة اليونيسكو للتميز في الحرف اليدوية نتيجة للتطبيق الإبداعي لفن الرسم على الشاحنات.