في سوق البلد الشعبي في الطائف وتحديدا في "برحة القزاز" يجلس عباس خوجة "الستيني" ينحت في قطع خشبية ليحولها إلى دواليب حافظة لمكائن الخياطة، وبعد الانتهاء من نجارتها يتفنن في تلبيسها الأقمشة.

عباس الذي له أكثر من أربعين عاما وهو يعمل في صناعة حافظات مكائن الخياطة يقول لـ"الوطن" إن "المحل تأسس قبل ولادتي، فقد كانت هذه صنعة والدي، أي منذ ما يزيد عن سبعين سنة".

لا يهتم العم عباس بعدم إقبال الناس على شراء بضاعته، ويقول: "الإقبال ضعيف، ولا يغطي إيجار المحل، ولكن الأهم لدي هو الاستمرار في صناعة والدي وصناعتي مهما قل الإقبال". وعن فكرة تغييره لتلك الصنعة أو الانتقال لصناعة ما يمكن الاستفادة منه في هذا الزمن، قال إنه يصنع بجوار صنعته قليلا من الصناديق الخاصة بحفظ الإكسسوارات، والأشياء الثمينة، وهو يصنعها حسب الطلب، وتوفر له هذه الصناديق دخلا يساعده على الاستمرار.

وعن الأسعار بين الماضي والحاضر قال إن "سعر مكائن سنجر لم تزدد كثيرا، فقد كان سعرها قبل أربعين عاما بـ 60 ريالا، والآن لا تتعدى 150 ريالا"، مضيفا أنه لا يوجد بديل لها في السوق، ولابد من توفرها في كل منزل لتتمكن السيدة من الاهتمام بملابس أسرتها، مرجعا أسباب اندثارها إلى العولمة والسوق الصيني، والماركات العالمية، وطوفان الملابس الجاهزة، والذي أجبر النساء ـ على حد قوله ـ على الاستكانة للأسهل والجديد والجاهز. ورغم عدم إقبال المتسوقين على بضاعته، يتميز العم عباس بابتسامة عريضة تكسو محياه، ويقول: "جلوسي في المحل رغم عدم إقبال الناس على بضاعتي هو جزء من حياتي ولا يمكن العدول عنه".