"جامعة تايم" .. "أكل تايم" .. "نوم تايم" .. ما سبق هي إحدى التفاصيل اليومية لمستخدمي برامج المحادثات التي تتيح التواصل بين الناس على مدار اليوم، حيث أصبحت التقنية الحديثة وسيلة تواصل لا غنى عنها في عصر الإنترنت.
"أبو عبدالله" يقضي عددا من الأيام بعيدا عن أسرته لظروف العمل، ويقول إنه يلاحظ على ابنه استخدام كلمات لطيفة عند التحدث معه عن طريق الرسائل ومناقشة بعض المواضيع التي لا يمكن التحدث فيها عند مقابلته شخصيا.
ويضيف "برامج المحادثات سهلت كثيرا التواصل مع عائلتي، وساعدتني على معرفة أدق تفاصيل حياتهم حال حدوثها".
أما أسامة أحمد فقد استفاد من هذه البرامج، ويروي تجربته ويقول "قمت بربط حسابي على "فيس بوك" مع "الوات ساب"، وبهذا أصبح جميع أصدقائي على موقع التواصل الاجتماعي لدي في جهاز الجوال بأرقامهم وإيميلاتهم، كما أتاح لي البرنامج نشر المقالات للقراء والمتابعين، الذين باتوا يتابعونها، إضافة إلى تبادل الأخبار المهمة والعاجلة.
النصف الآخر يستفيد أيضا من هذه البرامج التي جعلت التواصل أسهل وأسرع من الماضي، تقول ابتسام البدراني "استفدت كثيرا من الرسائل التي تصلني، فوجدت فيها من المعلومات الدينية من أدعية وأذكار ما لم أعرفه من قبل، وتمكنت من التواصل مع زميلات الدراسة سابقا، وأصبح الحديث بيننا بشكل مستمر عكس ما كان عليه بالسابق".
الطالب الجامعي مروان الردادي يؤكد أنه استفاد من برنامج "الوات ساب" في التواصل السريع مع زملائه بالجامعة، بالحصول على المذكرات الدراسية دون اللجوء إلى المحلات التجارية للتصوير، ويضيف "منذ ممارستي للمحادثة عن طريق الرسائل انخفضت الفاتورة الشهرية للمكالمات لدي، وأصبح استخدامي للاتصال الهاتفي نادر جداً".
وفي نفس السياق ذكرت أحلام الجهني أن علاقتها بقريباتها أصبحت أقوى من خلال التواصل عن طريق المحادثات، وقالت إن "اللقاءات التي كانت تجمعنا بالسابق كانت تنحصر في المناسبات، ولقاءات متباعدة، في حين انكسر هذا الحاجز من خلال الـحديث الـيومي عن طريق الرسائل المتبادلة".
ومن جانبها أكدت اختصاصية الأمراض النفسية والعصبية الدكتورة أمل الكفراوي أن الرسائل المتبادلة عبر برامج المحادثات المختلفة تولد الارتياح بين الأشخاص، كما تعتبر الرسائل "تصبيرة اجتماعية" لحين انعقاد اللقاء". وأضافت أننا "ننصح فئة من المرضى الذين يعانون من القلق المستمر بالتواصل من خلال المحادثات بالرسائل لكي يتمكن المريض من الحصول على الوقت المناسب للتفكير، وتلافي المشاحنات التي قد تنتج عن الاتصال الشخصي أو الهاتفي".