أبدى مدير مركز الترجمات بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الدكتور ف. عبدالرحيم حسرته على "الحال التي وصل إليها العرب تجاه لغتهم، بعد أن تحولوا إلى متلقين لها". وأشار خلال محاضرته التي ألقاها أول من أمس في أدبي المدينة تحت عنوان "أوروبا تتحدث العربية" أن في كل عصر ألفاظا دخيلة، إلا أن معظم الدخيل في لغتنا وقع في العصر الجاهلي من اللغات الفارسية والآرامية "السريانية" واليونانية. وفي بداية محاضرته أوضح الدكتور "فانيامبادي عبدالرحيم"، المولود في 7/5/1933 في مدينة فانيامبادي، بولاية تاملنادو بالهند، أنه اختار اسم "ف. عبدالرحيم" رأفة بألسن العرب.
المحاضرة خلقت، كما ذهب رئيس قسم الفقه بالجامعة الإسلامية الدكتور فهد الشريف في مداخلته "إشكالا"، لأنها جعلت جذر الكلمات في اللغات الأخرى عربيا، فيما إن تاريخ اللغات يرجع كثيرا من الكلمات إلى السريالية أو الإغريقية وغيرها من لغات أجنبية.
وذهب الدكتور ف. عبدالرحيم إلى تأثر اللغة العربية بغيرها من لغات خصوصا الأوروبية، حيث كثرت الكلمات الدخيلة في عصور إسلامية معينة من التركية والفارسية، أما في عصرنا الحاضر فأكثر الدخيل من اللغات الأوروبية كالإنجليزية والفرنسية، والإيطالية. وكشف الدكتور عبدالرحيم عبر جهاز العرض المرئي عن عدد من الكلمات العربية التي أصبحت جزءا من اللغة الإنجليزية، واللغات الأخرى، مستعرضا عبر تحليل علمي أقوال اللغويين فيما يتعلق بأصل الكلمة ومدلولها، إضافة إلى اللغات المختلفة للكلمة، وتطرق المحاضر في ورقته إلى أصل كل كلمة دخيلة بحروفها في لغتها الأصلية، منوها كذلك بما طرأ عليها من تغيير في البنية الصوتية.
وفيما أكد مدير مركز الترجمات بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف حرصه على تتبع الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية الفصحى ودراستها، لم يخف الدكتور حمزة حافظ في مداخلته قلقه على الجامعات التي تحولت بتغير معظم المناهج والدراسات إلى اللغة الإنجليزية، حتى إن الطلبة لا يستطيعون الرجوع إلا للمراجع الإنجليزية، مشيرا إلى أن الجامعات المصرية تدرس باللغة العربية وتخرج منها الأكفاء، وطالب بالعودة إلى اللغة العربية وعدم التخلي عنها.
وأشار أحد المداخلين إلى أن الدكتور عبد الرحيم أورد فكرته ولم يورد الأدلة على أن هذه الكلمات موجودة في لغات أخرى، ورد المحاضر أن اللغة الأوروبية لغة مدروسة وتاريخها مدون وهذه الكلمات درست والنتائج مذكورة في كتاباتهم في هذا المجال.