أكد وزير الطاقة البحريني الدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا في حوار خاص إلى "الوطن" أن مشروع تطوير ونقل خط الأنابيب بين المملكة والبحرين سينتهي عام 2015 ، مضيفاً أن تكاليف المشروع تصل إلى 350 مليون دولار.
وأرجع ميرزا تنفيذ المشروع لأسباب تتعلق بأمن وسلامة التجمعات السكانية والعمرانية، مؤكداً أن خط الأنابيب الجديد سيوفر لمصفاة البحرين 350 ألف برميل من النفط يومياً.
وكشف ميرزا في تصريح خاص إلى "الوطن" عن توقيع شركتي أرامكو السعودية وبابكو البحرينية في 28 فبراير الماضي مذكرة تفاهم مشترك لتنفيذ دراسة التصميم الهندسي المبدئي للمشروع ومن المتوقع أن يتم استكمالها في غضون عام قبل بدء أعمال التشييد.
هل هناك توجه لنقل أو تطوير خطوط أنابيب البترول الرابطة بين السعودية والبحرين؟
هناك بالفعل مشروع يجري العمل به في هذا الصدد ويتم تنفيذه بدعم ومباركة الجهات المختصة في كل من المملكة والبحرين، والتي أرست سياسة واضحة وفعالة من أجل المضي قدما في تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي الطموح. إن خطوط الأنابيب الحالية التي تم تشغيلها في 1945 والتي تربط بين المملكة والبحرين تعد بمثابة رابط تاريخي هام بين البلدين الشقيقين، فضلا عن أن استبدال تلك الخطوط بنظام عصري متطور من شأنه تعميق أواصر المحبة ووشائج الود بين المملكتين.
متى بدأ التنفيذ في مشروع تحديث وتطوير مشروع الأنابيب ومتى سينتهي؟
بدأ العمل بمشروع تحديث وتطوير خطوط الأنابيب، ومن المتوقع استكمال المشروع، وبدء تشغيل النظام الجديد لخطوط أنابيب النفط الخام ليحل محل النظام الحالي في غضون عام 2015 بمشيئة الله.
كم تقدرون تكاليف المشروع وهل انتهت وزارتكم من دراسات الجدوى؟
تبلغ التكلفة الإجمالية المقدرة للمشروع حوالي 350 مليون دولار على أساس دراسة الجدوى ودراسة التصميم الهندسي ما قبل المبدئي وتم استكمالهما في ضوء هذا المشروع. واقترحت تلك الدراسات مساراً جديداً لخطوط الأنابيب، مع الأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب الأخرى والمتعلقة بالأمور الفنية والمخاطر المختلفة.
تردد لدى بعض المراقبين أن وزارتكم تهدف إلى تغيير مسار الأنابيب لأسباب تتعلق بمخاطر سياسية أو اجتماعية وليس هناك حاجة فعلية لتغيير المسار؟
إن الخطوط الحالية يعود تاريخها لعام 1945، وكانت تمر عبر منطقة صحراوية مفتوحة في بداية إنشائها، ولكنه مع التوسع العمراني الحديث، أصبحت تلك الخطوط تمر عبر مناطق مكتظة بالسكان وبالقرب من الطرق السريعة المزدحمة، مما حدا بالمسؤولين في المملكتين بالتفكير الجدي في سلامة وأمان المجتمعات العمرانية القائمة بالقرب من تلك الخطوط القديمة مما يستوجب تحديثها وتطويرها باعتبارها من ضمن الموارد الوطنية الحيوية والهامة في اقتصاد المملكتين.
ماهو موقف شركة أرامكو السعودية من المشروع، ومن هي الجهة التي ستتكفل بتنفيذ المشروع وما هي مصادر تمويله المالي؟
هناك علاقات راسخة بين شركتي أرامكو وبابكو. وفيما يخص المشروع الحيوي والذي يضم عدداً من النقاط البرية والبحرية على الجانبين السعودي والبحريني، فإن ثمة توافق واضح وقوي بين الطرفين، مما نجم عنه التوصل إلى حلول سليمة وواعية في إرساء مسار جديد لخطوط الأنابيب يفي بكافة الاعتبارات الفنية والبيئية والتشغيلية، فضلا عن الوفاء بكافة اعتبارات واشتراطات السلامة المطلوبة. وخلال مرحلة تشييد المشروع، يناط بلجنة التوجيه المشتركة مسؤولية الإشراف على كافة أعمال التطوير لضمان سير العمل وحسن التنسيق بين الجهات الرسمية المعنية وفرق عمل المشروع في الجانبين السعودي والبحريني من أجل ضمان نجاح هذا المشروع الطموح.
وفيما يخص تمويل المشروع، فقد قامت شركة بابكو بتمويل كافة أعمال التطوير الهندسي حتى الآن، وفي ضوء العلاقات الراسخة والمتينة بين حكومتي البلدين، واستنادا إلى علاقات التعاون الوثيق في مختلف القطاعات التي تعود بالنفع المتبادل بين البلدين الشقيقين، فإن ثمة مفهوم واضح لبرنامج تطويري متواصل يعمل على تشجيع الشراكات والمبادرات المشتركة لمشاريع البنية التحتية التي تحقق المنفعة المشتركة لشعبي البلدين، وهو قرار حيوي يعود اتخاذه إلى حكومتي المملكتين.
هل تستهدف البحرين رفع طاقة نقل النفط في خطوط الأنابيب إلى أكثر من 230 ألف برميل يوميا؟ وكم الرقم المستهدف؟
من المقدر أن الخط الجديد سوف يكون قادرا على تزويد مصنع التكرير في شركة بابكو بحوالي 350 ألف برميل يوميا من النفط الخام، بما يمثل زيادة عن السعة الحالية.
كيف تقيمون قدرة مصفاة البحرين الإنتاجية؟ وهل تكفي حاجة البحرين الشقيقة من النفط والغاز؟ أم أن المصفاة باتت تصدر المنتجات للخارج؟
تم تأسيس مصفاة البحرين عام 1936، وشهدت المصفاة على مدار السنين الماضية الكثير من التوسعات والتحسينات من أجل مواكبة احتياجات السوق المتغيرة ومتطلبات تطوير المنتجات، ومن أهم تلك التوسعات مشروع مجمع إنتاج الديزل منخفض الكبريت ومشروع مصنع إنتاج زيوت الأساس للتشحيم وغيرهما من المشاريع البيئية الجوهرية الأخرى. وفي واقع الأمر، فإن مصفاة البحرين منشأة تصدير تقوم بتصدير أكثر من 90% من منتجاتها إلى شتى بلدان العالم مثل اليابان وقارة آسيا وشرق أفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي، أما المنتجاب المتبقية فإنها تفي بجميع احتياجات السوق المحلي.
تعد الأنابيب الأقل تكلفة والأكثر أمانا وتتمتع بالكفاءة لكن هل من استخدام للتقنية الحديثة في هذا المشروع الجديد؟
سنقوم بتطبيق أحدث تقنيات العصر خلال تنفيذ مشروع خطوط الأنابيب الجديدة من أجل تعزيز جوانب الإنشاء والصيانة الخاصة بالمشروع والتي تعتبر من الأمور الجوهرية والضروية بالنسبة لنظام خطوط الأنابيب الجديدة. وسيتم استخدام تقنيات الحفر المباشر الأفقي لضمان تقليل معدل الإرباك لأنشطة الحياة اليومية. كما سنقوم بتركيب أفضل أنظمة الرقابة والإدارة في النظام الجديد بما يعمل على تعزيز سلامة خطوط الأنابيب وكفاءة تشغيلها بصورة متواصلة.
هل تودون إضافة أية معلومات جديدة يكون لنا فيها السبق عبر حواركم مع "الوطن"؟
يسرني أن أعلن عن توقيع مذكرة تفاهم مشترك بين شركتي أرامكو وبابكو في 28 فبراير الماضي لتنفيذ دراسة التصميم الهندسي المبدئي للمشروع بما يمثل المرحلة المهمة في عمليات التطوير الأولية والتي من المتوقع أن يتم استكمالها في غضون عام قبل البدء في أعمال الهندسة والشراء والتشييد. كما بدأنا دراسة تقييم الأثر البيئي والصحي في القطاع الخاص بالمسار الجديد على الجانب البحريني وسنقوم بتنفيذ كافة التوصيات الخاصة بتلك الدراسة خلال مرحلة تنفيذ المشروع في إطار التزامنا المتواصل بالمحافظة على البيئة في ربوع مملكتنا الغالية. ومن المقرر استكمال تلك الدراسة خلال شهر مايو 2012.