أفردت صحيفة الـ"فايننشال تايمز" صفحتها الأولى للحديث عن العداءة السعودية سارة العطار احتفاء بها وبمشاركتها كونها شاركت في الأولمبياد للمرة الأولى في تجربة رياضية هي الأولى بالنسبة لها وللسعوديات بشكل عام في جانب آخر تناولت صحيفة "ديلي تليجراف" رد الفعل السعودي على مشاركة لاعبتين سعوديتين في أولمبياد لندن لأول مرة، حيث جاء عنوان إحدى مقالاتها "استقبال فاتر للاعبتين السعوديتين".

فبينما كان ينبغي أن تستقبلا بحفاوة واحترام، جوبهت اللاعبتان السعوديتان بالتجاهل والإهانة لدى عودتهما لبلادهما. هكذا كانت عناوين الصحف العالمية عقب انتهاء مشاركة اللاعبتين السعوديتين سارة العطار ووجدان الشهرخاني. وأضاف محتوى عدد من المقالات والعناوين عبارات على نحو: "على الرغم من الاحتفاء الدولي بمشاركتهما تراوح رد الفعل في بلادهما بين الفتور والعدائية".

من المؤسف أن هذه هي الحقيقة حيث ضل البعض الطريق إلى خطوات الشيطان الحقيقية، وانطلق وراء فتاتين بريئتين لوصمهما بالعار والشنار قذفا وشتما وتنكيلا وتحريضا وتوسيعا لدائرة النار حولهما، في مبادرات ليست تمثل سلوكنا الإسلامي كأمة تقدر المرأة كما تفاخر بهذا عبر تاريخها. نقول البعض لأن هذا ما أثير عقب متابعتهم لمشاركة فتيات الأولمبياد والتي هي الأولى بالنسبة لهن.

بالرغم من كل الضجيج الذي أثير حول مشاركة اللاعبتين السعوديتين في الأولمبياد لم يكتف أصحاب نظرية "أترضاها لأختك" بكل ما لقيت الفتاتان من صعوبات حيث قاموا بإثارة حماس المترقبين والمبادرين الذين لهم في كل عرس عصا يعتدون بها على المارين والمدعوين دون رادع من ضمير أو حس أخلاقي أو حتى نزعة انتماء، وفي هذا يقول والد وجدان شهرخاني إنه أراد أن: "تكتب ابنته تاريخا جديدا للمرأة السعودية"، ولكنه يشعر بالغضب الشديد إزاء الإهانات التي كالها لها البعض على شبكات التواصل الاجتماعي. والتي فعليا تجاوزت حدود الرأي إلى النيل من الأشخاص بذاتهم.

إن كل ما تحتاجه النساء سواء كنا في أولمبياد لندن أو في بيوتنا أو في الشارع هو التوقف عن كل التناقض غير المبرر من موقفهم بخصوص حياة المرأة أي امرأة كانت.

إن اللاعبتين السعوديتين أقدمتا على تحد حقيقي، وبالمقابل واجهتا هجمات غير مقبولة عبر وسائل الإعلام غير الرسمية، مثل مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" والـ"فيس بوك" حيث أظهرت جانبا غير أخلاقي ولا إنساني في التعاطي مع كل ما يخالف أفكارهم تحت عنوان استنكاري"أترضاه لأختك"؟ بينما غاب عن هؤلاء أهم مبادئ الأخلاق: "ولا ترموا الناس بالباطل وتخوضوا مع الخائضين..".